تخيلوا معي.. أمانينا المبعثرة فقط السبيل إليها هي مساعينا..

وخياراتنا ميزانها تفكيرنا وحكمتنا المحدودة

وحقوقنا الضائعة تحصيلها علينا..

وآمالنا المتعلقة سُلمها قصير فهو من صنع يدينا

خواطرنا المكسورة لا جبر لها إن خُذلت..

خوفنا من المجهول لا طمأنينة منه..

مصائبنا وترابط حلقاتها لا قدر نؤمن به فيواسينا..

ولا قدرات لنا فنفُك ذلك الوثاق

لا فرج للضيق

ولا وعد بأن مع العسر يسرا

ولا هم سيُزاح

تداوينا على يدينا ولنحسب عمر ذلك الطب بلا معجزات ورعاية خفية

لا نور لنا إن انطفأ بداخلنا مصباح الأمل

ولا ملجأ لنا قادر على فعل ما عجزنا عنه دون منة أو فضل ومقابل

لا سبيل ممهد

ولا صدف

ولا مفاجآت

توفيقنا مرتبط بإنجازاتنا فقط

وتقدمنا حسب خطواتنا لا أكثر

فرصنا تكاد تنعدم فلا فرص توزع بالمجان بيننا

إضافة لعراقيل البشر المتحكمين الوحيدين في هذه الصورة

تخيلوا تلك البشرية البحتة

لو أنها هي من يطفوا على السطح وهي أساس التعاملات في حياتنا.

صدقوني ستصبح غابة وأبشع

ستكون فوضى عارمة لا قناعة فيها ولا حدود لها

حتماً لن نطيق العيش بل لن نعيش طويلاً وسنختار النهاية..

تمعنوا أن هناك ملك الملوك.. له من الصفات ما يهدينا

الأمان.. الثقة.. الرجاء غير المنقطع.. واليقين الحقيقي.. والدعم الفعّال.. توفيق .. تسخير.. تيسير.. رعاية.. عناية.. حكمة.. رفعة.. تمكين.. إيثار.. نصر.. تأييد.. رد بلاء.. جلب خير.. فتح أبواب..

لا خذلان معه .. ولا كسر في حبه..

الذلة له عزة وراحة.. والاكتفاء به مغنم وغناء أبدي.. الاعتراف بمنته وفضله مريح.. بل ويزيدنا فضلا على فضل.

التوجه إليه غاية ووسيلة في آن واحد

إنه العدل الكريم القادر.. تمعنوها.. فهي تهدينا ما سلبه البشر منا.. ما فقدناه هنا وهنا.. ما سرقته الأيام.. ما بعثرته الظروف.. وما عبث به من عبث.

تذكروا أننا في رعاية الله وكفى بالله هاديا ونصيرا.