كانت روضة سدير واحة ولادته ونشأته، حتى انتقل مع والده إلى المنطقة الشرقية، وعمل في شركة أرامكو، حيث حط بهم الرحال واستقروا في الخبر، وأتم هناك دراسته من الابتدائية إلى المرحلة الثانوية، وبعد أن تزوج انتقل إلى الرياض.

في المنطقة الشرقية عشق محمد السليمان البحر والصيد والرحلات البحرية والبرية. في المرحلة الثانوية كانت أول خطواته في عالم الفن، تعلم بنفسه العزف على آلة العود حتى أتته الفرصة، كون والده منفتحا على الفن فقد رحب بتعلمه للعود، وكان له دور كبير في حياته.

المفاجأة

في يوم ذهب محمد السليمان مع صديق له أراد أن يصبح مطرباً للقاء الفنان سلامة العبدالله، غنى أمامه إلا أن صوته لم يكن مؤهلاً ولم يعجب به سلامة، فأخبره عن صديقه الذي أتى معه، وأنه عازف للعود وأثنى على صوته.

غنى محمد أمام سلامة، فأعجب به كثيراً، حتى أنه طلب منه رقم هاتفه المنزلي ليظل على تواصل معه، وبعد أن انتهت المقابلة لم يشعر محمد بأي أهمية لما حدث، ولم يعول كثيراً على شيء، حتى فوجئ بعد شهرين باتصال من سلامة العبدالله يطلب منه زيارته في الأستوديو بالرياض.

رهبة

يعد الفنان محمد السليمان أن مكتشفه الأول هو الفنان سلامة العبدالله، وكانت مؤسسة “هتاف” ملكا لسلامة الذي أدخله الأستوديو ليغني. كان الأمر غريباً وجديداً على محمد، ومن الرهبة لم يؤد كما يجب، إلا أن سلامة العبدالله تفهم واستوعب التجربة الجديدة له، ولم يقلل من حماسه.

بعد اللقاء الأول بينهما قرر سلامة العبدالله أن يسافر به إلى القاهرة لإنتاج أول البوم له، فكانت أول سفرة له خارج الوطن. سجل خلالها عددا من الأغاني من ألحانه، منها أغنية «اشتريت رضاك يالغالي»، واحتوى الألبوم على «6 أعمال»، تعاون فيه مع عدد من الشعراء منهم «حمد الحنو» في أغنية «اضحكي» و«اشتريت رضاك» و«علي المفضي» في أغنية «يا هنا عمري» و«دموع العين».

نجاح

اقتنع سلامة بموهبته لدرجة أنه صرح لصحيفة «المسائية» وقال، إنه يراهن على محمد السليمان أن يكون فنان الوسطى الأول. وحقق الشريط الأول نجاحاً كبيراً فاق كل التوقعات وحظيت أغنية «اشتريت رضاك يالغالي» بالإعجاب والنجاح الكبير، ورددوها الجمهور عن باقي الأغاني، كان ذلك النجاح حافزا كبيرا له، ليلتحق بعدها بجمعية الثقافة والفنون في الرياض، وتعلم مبادئ الموسيقى.

فشل

الألبوم الأول حمل الطابع الشعبي، ثم أنتج ألبومه الثاني «مجبور» من ألحانه عبر شركة «فنون الجزيرة». اختلف أسلوب الأغاني كلياً بل كان بعيداً كل البعد عن الأول، حيث حفل بمقامات موسيقية لم يعتدها الجمهور في ذلك الوقت كمقام «النهاوند» ومقام «الكرد»، وفوجئ جمهوره بأسلوب الألحان الغريب، ولم يتقبل اللون الغنائي الجديد على مسامعه، فلم ينجح الألبوم جماهيرياً.

الأقدار

جاء ألبوم «الأقدار» مع شركة «الأوتار الذهبية» باللون الشعبي ونجح نجاحاً كبيراً. أغنية «الأقدار» من كلمات «حجاب بن نحيت» إضافة لأغنية أخرى من كلماته عنوانها «وادعوني»، وللشاعر خلف بن هذال قصيدتان في الألبوم، الأولى «تكهربني»، والأخرى «صابني حبكم». وغنى للشاعر بندر الشدادي قصيدة «العيون»، وللشاعر عبدالله حجاب أغنية «إن سألتك».

الألبوم الرابع بعنوان «الكنة» وهي قصيدة للشاعر مساعد الرشيدي، وضم الألبوم 8 أغان لعدد من الشعراء منهم: سعد الشليل، عبيد الأزمعي، عبدالعزيز الحاتم، ضيدان المريخي، وطارق الدهام.

توالي الألبومات

عام 1998 طرح ألبوم «صوت المعاميل» حاويا 10 أعمال، تعددت فيه أسماء الشعراء مثل: محمد آل إبراهيم، ومساعد الرشيدي، وخلف بن هذال، وتوفيق الخليفة، ورشيد الدهام وغيرهم.

عام 1999 طرح البوم «طال النوى» حاملا 8 أغان لنخبة من الشعراء من بينهم محمد آل إبراهيم بأغنيتي «شلال الذهب» و»مانسيتك حبيبي» ومساعد الرشيدي في أغنيتي «جابك الله»، و»الليلة»، ولنايف صقر غنى «لي صاحب»، وأغنية للشاعرة «الراسية» بعنوان «العذر»، ولأحمد الناصر الشايع غنى «طبيب الهوى». توالت بعدها الألبومات والأغاني مع شركات ومؤسسات مختلفة.

الظهور

خشبة مسرح «مهرجان أبها الغنائي» شهدت أول حفل رسمي لمحمد السليمان، وشاركه الغناء خالد عبدالرحمن وعلي عبدالستار، كما أعاد الكرة واشترك في حفلات «مهرجان أبها» في العام التالي، وكان معه أيضاً خالد عبدالرحمن، ولاقت الحفلات إقبالاً ونجاحاً كبيرين من الجمهور، ومن أغانيه التي ألهبت حماسهم أغنية «سيف العشق» و»حي المنازل». كما شارك في حفلات «مهرجان جدة غير» بمشاركة راشد الماجد والفنان محمد عمر.

تكريم

كُرم محمد السليمان في مهرجان أبها من الأمير خالد الفيصل، كما التقى الأمير بندر بن خالد الفيصل في مهرجان جدة.

وأحيا ما يقارب من 20 حفلة في قطر في «سوق واقف»، وحاز إعجاب كثيرين بعد ظهوره على تلفزيون الكويت وقنواتها مثل قناة الوطن، وقناة الراي. وصور عددا من أغانيه بطريقة الفيديو كليب في سورية والأردن، كما شارك عددا من الفنانين بالحفلات مثل عبدالله الرويشد، ونوال، وفي مصر شارك في بعض الحفلات مع لطيفة وفدوى وأسماء المنور.

حزن الغربة

يحكي محمد السليمان قصة وظروف كتابة كلمات أغنيته «حزين من الشتاء» التي كتبها الشاعر الراحل «مساعد الرشيدي» عندما كان يدرس في أمريكا بولاية أوكلاهوما، يقول نقلا عن مساعد، إنه لم يكن سعيداً بالغربة، وفي يوم كان جالساً أمام نافذة بيته فرأى طائرا صغيرا حط أمامه، وكان يعرف مساعد أن هذا الطائر من الطيور المهاجرة التي تأتي عادة في وقت معين إلى السعودية، فملأ صحناً من الماء ووضعه أمامه، فشرب الطائر حتى ارتوى، ومن ثم طار، فقال له مساعد أجل موعدنا الرياض، وكتب حزيناً:

حزين من الشتا والا حزين من الظما يا طير

دخيل الريشتين اللي تضفك حل عن عيني

دخيل الماء وملح الماء وحزن الماء قبل ما تطير

تهيا للهبوب اللي تصافق في شرايني

محمد بن عبدالعزيز السليمان

- مواليد روضة سدير 1960

- عمل في شركة أرامكو والخطوط السعودية 28 سنة حتى تقاعد