مثلما تفعل الكتب والوثائق حين تروي قصص التاريخ وحكاياته، كذلك تفعل مزارع قرى وادي العين للبن الخولاني، الواقعة في جبال آل نخيف بمحافظة الدائر بني مالك التابعة لمنطقة جازان، فهي بتاريخها الممتد لنحو 500 عام في الماضي، ومحافظتها على السلالات الأصيلة من هذه الشجرة تروي حكايات للتاريخ جعلتها مزاراً سياحياً لافتاً. تحتضن مزارع البن الخولاني في قرى وادي العين ما يزيد عن 8000 شجرة بن، مزروعة عضويا بطرق حديثة لتساهم في الإنتاج الزراعي من ثمرة البن في المملكة بما يزيد عن 5 أطنان سنويا.



مغامرة فريدة

يشكل الطريق المؤدي لمزارع قرى وادي العين الأثرية للبن بمحافظة الدائر بني مالك مغامرة فريدة للزوار والسياح، ويحتاجون إلى عبوره لاستخدام سيارات الدفع الرباعي، وهو يمتاز بالمناظر الطبيعية التي تزين جوانبه، والتي تزخر بالقرى والقلاع الأثرية الموغلة عمقا في التاريخ، والتي يتجاوز تاريخ بعضها 4000 عام.

يقول يحيى بن سليمان المالكي، وهو أحد ملاك مزارع قرى وادي العين إن «هذه المزارع موغلة في التاريخ، ويعود تاريخها إلى عام 950 للهجرة، الموافق لـ1543 للميلاد».

ويتابع «دأب أجدادي على العمل في هذه المزارع الطاعنة في التاريخ، والتي يقارب عمرها الـ500 عام».

8000 شجرة

تحوي مزارع قرى وادي العين على ما يقارب الـ5000 شجرة بن مثمرة، وفيها مشتل يحتوي على ما يقارب الـ3000 غرسة للبن الخولاني الأصيل، وهي تتألف من مدرجات زراعية تنطلق من أسفل الوادي إلى قمة الجبل، وتحتوي على مصدات للأتربة، ويبلغ عدد مدرجاتها ما يقارب الـ48 مدرجا زراعيا كلها مزروعة، وبعضها معد للزراعة، في حين تتم إعادة بناء المدرجات التي تتعرض للانهيار بفعل عوامل الطبيعة من جديد، وتقدر مساحتها بـ3 هكتارات أي ما يعادل 30 دونما.

زراعة عضوية

كشف المالكي لـ»الوطن» أن المزارع تخضع لنظام التحول العضوي، حيث تطبق فيها ممارسات نظام الزراعة العضوية بوزارة البيئة والمياه والزراعة، وتخضع لتفتيش دوري من شركة «ون سيرت» كما تخضع لمراقبة إدارة الإنتاج العضوي بالوزارة، وهي حائزة على الدعم الخاص بالحيازات التي تمارس برامج التحول العضوي.

سلالة أصيلة

قال المالكي يتميز محصولنا بأنه «بن خولاني» أصيل السلالة، حيث تخلو المزارع من السلالات الهجينة أو المستوردة، كما أن اعتمادنا على مياه الأمطار في الري ينتج لنا البن «العنثري» وهو أجود من المعتمد على السقيا والمسمى «بالمسالي».

وأضاف «ندعم المزارع الأخرى ببذور البن الخولاني الأصيل، وكذلك بالشتلات الزراعية».

تطوير زراعي

أوضح المالكي أن لدى مزارع قرى العين الأثرية خطة زراعية سنوية خاضعة للمراجعة مع فريق من وزارة البيئة والمياه والزراعة من أجل التوسع في المحصولات العضوية.

وأضاف «في كل عام نقوم بالتوسع في عدد المدرجات الزراعية بمقدار معين، كما سنقوم خلال شهر بإحلال وإضافة 1000 شتلة جديدة إلى المزارع حيث قامت الوزارة بالتكفل بشبكة الري وخزانات المياه».

مصدر للخولاني

يحتل البن الخولاني ما نسبته 90 % من مساحة المزارع، بينما تشغل المساحة المتبقية بزراعة الموز البلدي والعنب والكاكاو الذي تم استزراعه وأثبت نجاحه وإثماره، وكذلك الشاي الأزرق والقشد البلدي.

وأكد المالكي أن لديهم خططا طموحة وكبيرة للتوسع، وقال «نسعى لأن نكون أحد مصادر البن الخولاني لتوفير شتلات للراغبين في زراعته، كما ننوي التوسع في زراعة أشجار الكاكاو والموز البلدي».

إنتاج سنوي

يقدر الإنتاج السنوي للبن الخولاني العضوي بمزارع وادي العين بنحو 5 أطنان سنويا، ويتم تسويقه من خلال مهرجان البن ومعرض الشوكولاتة والقهوة الدولي بالرياض وعدد من المعارض المحلية وعن طريق الطلب المباشر وزيارة المزارع لشراء المنتج مباشرة منها.

التعاون الزراعي

بين المالكي أن وزارة البيئة والمياه والزراعة تقوم بجهود مشكورة وخصوصا فيما يتعلق بزراعة البن الذي يعد أحد المحاور الرئيسة في التنمية الريفية المستدامة التي رصد لها ما يقرب من 9 مليارات ريال من قبل المقام السامي، وبدأت الوزارة في تنفيذ بدايات المشروع من خلال إعادة تأهيل المدرجات الزراعية وتمديد بعض شبكات الري وتوفير شتلات للراغبين في الحصول عليها.

وقال «نأمل أن ننقل المنتج للعالمية، وجهودنا مشتركة سواء المزارع في حقله، أو المسؤول في مكتبه في هذه الوزارة التي تقدم مشروعا طموحا وخططا رائدة ونحن سنكون عونا لها في إنجاح ذلك».

مهرجان ترويجي

كانت المزارع مشاركا رئيسا في مهرجان البن في نسخه السبع السابقة، كما شكلت أحد الأركان والمنتجين الرئيسيين به، وأقامت قبل انطلاقة مهرجان البن في نسخته الأولى نموذجا مصغرا لعرض منتجات البن.

مزارع قرى وادي العين

5000 شجرة بن مثمرة

3000 شجرة بن غير مثمرة

48 مدرجا زراعيا

1800 – 2000 م، ارتفاع المزارع

5 أطنان الإنتاج السنوي

3 هكتارات مساحة المزارع

%90 من مساحتها مخصصة للبن الخولاني