في مقطع متداول على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر أم أمريكية (معلمة) وزوجها يتحدثان عن مشهد لفت انتباه الأم بعد أن حضرت إلى منزلها لتجد طفلتها ذات الـ7 أعوام وهي تشاهد مقطعا إباحيا «بل وشذوذا جنسيا»، وبعد أن اقتربت من هذا الجهاز بيد ابنتها وإذا به إعلان في لعبة تلعبها ابنتهما يوميا وبين المرحلة والمرحلة التي تليها فاصل إعلاني «زي ما تسمعون» ولمدة دقيقة تتجاوز الدقيقة.

المهم أن الأم تحدثت إلى زوجها عن هذه الكارثة «التربوية» التي حدثت مع ابنتهما وقاما بأخذ جهازها «التابلت» وبدآ يلعبان تلك اللعبة بأنفسهما أملا في أن يظهر لهما هذا الفاصل «القذر»، ومع ذلك ولمدة 45 دقيقة لم يطلع لهما سوى صور دعائية لمنتجات زراعية أو منتجات تنظيف منزلية مرة أخرى، ويمكن اجتياز هذه الصور بمجرد طلوعها على الشاشة ليتمكنا من استكمال مراحل اللعبة.

المهم أنهما أرجعا «التابلت» لابنتهما، وبمجرد أن أمسكت به خرج لها هذا الإعلان «القذر» في أول فاصل إعلاني، ويقولان ما أثار دهشتنا أنه إعلان لا يمكن تجاوزه إلا بانتهاء فترته الكاملة، وهي ما يزيد على الدقيقة الكاملة.

يقولان لم نكن لنشك ولو للحظة واحدة أن هذا مخطط له، لو لم نجرب هذه التجربة مرارا وتكرارا، وبمجرد أن تتعرف كاميرا هذا الجهاز على وجه الطفل وصوته حتى تخرج لنا هذه الفواصل والعكس صحيح، حينما تظهر وجوه كبيرة أمام الكاميرا، حتى إن الإعلانات الموجهة للكبار لا تتعدى صورا ثابتة يمكن اجتيازها فور خروجها، لأن المبرمج يعلم أن كبير السن لا يتحمل الانتظار مثل الطفل.

صحيح أنني لست مع مبدأ المؤامرة ضد المسلمين أو حتى ضد «المشركين»، ولكن تخيل ولو للحظة أن كلام «هذولا الأمريكان» صحيح حتى ولو لمرة واحده، وأليست شركات الإعلان والتسويق والترويج مستعدة لدفع مبالغ طائلة لعلماء الطب النفسي، والمحللين النفسيين وخبراء البرمجة اللغوية العصبية وغيرهم، في مقابل أن يتم الترويج لبضاعتهم بشكل يضمن زيادة أرباحهم، فما بالك لو كانت هذه البضاعة هي «البشر» أنفسهم بما يعرف بالاتجار بالبشر عن طريق زراعة «الانحراف الإخلاقي» والبحث عن المكاسب المالية والمعنوية منها من وراء برمجة هذا الطفل ليكون لقمة سائغة لمنتجاتهم وغير مستنكر لأفعالهم، لأنه اعتاد عليها منذ طفولته.

فما بالك لو كان الموضوع مرتبطا بصناعة الإرهاب، والترويج للمخدرات، والتحريض على الجريمة المنظمة التي تتغذى منها هذه الوجهات الشيطانية، ألا يستبعد منها أن تصرف أموالها التي جلبتها بطرق غير مشروعة على برمجيات لتضمن نشئاً جديداً يقع بسهولة في شراكها، ونحن «نائمون في العسل» بعيدا عن أطفالنا.

وتسلسل هذا المقطع الذي يحتوي تجربة قد يكون كل بيت منا بحاجتها، حتى قال الأبوان: صحيح، إن لهذه الألعاب فوائد، ولكن لا ينفع أن تتعامل مع طفلك بمبدأ (سأرميك بحرا وأتمنى أن تجيد السباحة).