من خلال ما أسمع من قصص وما وقفت شاهدا عليه أو من خلال ما يردني من رسائل، لاحظت أن هناك زوجات يعانين ويتألمن بصمت من أزواج أقل ما يقال عنهم أنهم ذكور فاقدون للرجولة والأهلية، وليس لديهم ذرة احترام لشريكات حياتهم ولا هم لهم سوى إشباع رغباتهم ونزواتهم والوصول لنشوة التسلط وقهرهن، وأكبر خطأ ترتكبه كثير من الزوجات هو السكوت والرضوخ للعيش مع شخص غير سوي لا يحترمها على حساب كرامتها وصحتها وكيانها المستقل، وكيف تصبر زوجة على زوج يضربها ويهينها باستمرار أو كيف تتعايش مع رجل شكاك حول حياتها لجحيم بداعي الغيرة؟! أو مع مدمن مخدرات أو مع من يمنعها من حقها في زيارة والديها ؟، ومثل ذلك مما يدمر حياة المرأة بدلا من أن يجعلها أكثر استقرارا، ربما نتفهم صبرها عليه ومحاولة توجيهه والتفاهم معه في بادئ الأمر مرة ومرتين أو ثلاثاً لحل مثل هذه المشكلات، ولكن استمرارها على المدى الطويل بداعي الصبر عليه لعل وعسى أن يتغير يجعل الزوجة تحرق نفسها بنفسها خصوصا إذا استنفدت كل السبل ولم يعد هناك أي مجال للتقويم والإصلاح، وربما تتعذر بوجود الأطفال أو عدم قدرتها على المواجهة وشعورها بالضعف أو تصبر لاعتقادها بأن نار هذا الزوج - غير السوي - أرحم من نار أهلها أو ربما أنها بلا أهل وسند..، ومثل هذه الأعذار حقيقة غير مبررة فلا بد أن تكوني قوية وتتوكلي على خالقك ومدبرك وتتخدي قرارك بنفسك وبشكل حازم لأن التردد وطول الصبر يعقد الأمور ويزيدها سوءا فالعمر مرة ولكي الحق بأن تعيشي حياتك بكرامة واطمئنان وصحة جيدة بعيدا عن كل ما ينغصها ما دمت قادرة على تغييرها للأفضل.

أنت بحاجة لإرادة قوية تقودك للتغيير واتخاد القرار المناسب للحد من معاناتك، وحتى لو كنت تشعرين بالضعف وعدم القدرة على المواجهة أقول لك: اغمضي عينيك للحظات وتخيلي في ذهنك كيف سيكون حالك لو استجمعت قواك وفعلت ما يجب فعله وما يمليه عليك الضمير والمنطق الصحيح؟ وعندما تعتقدين وتستحضرين بصدق بعقلك الواعي بأن سعادتك وكرامتك فوق كل شيء سيترسخ حينها في اللاشعور تلقائيا شعور قوي بداخلك وستقل رهبة من يؤذيك في عينيك وسيزول خوفك منه وتعلقك الموهوم به والتفكير بسوء المصير من بعده، وستتولد بداخلك قوة إيجابية تجاهه، فغالبا الرجال المضطربون ممن لديهم شعور بالنقص وحب السيطرة والتملك ترعبهم المرأة القوية الواثقة من نفسها التي تتعامل مع الرجل بذكاء وتوازن وتدافع عن نفسها في الوقت المناسب وتعرف حقوقها ومالها، ونتيجة تقديرها لذاتها يرتفع منسوب رضاها عن نفسها فتكون مطمئنة في اتخاد قراراتها بكل سهولة وفي الوقت الذي تراه مناسبا دون تردد أو خوف وتذكري أيتها الزوجة بأننا في دولة عدل وقانون لا تضيع فيها الحقوق وتطبق شريعة ربانية حكيمة تكرم الإنسان وترفع من شأنه.

لست هنا أدعو للتمرد أو خراب البيوت فهناك خلافات ومشكلات عادية وطبيعية تحدث بين الأزواج ويمكن حلها والسيطرة عليها بالحوار والتفاهم عندما تكون هناك قابلية من الطرفين لذلك، أما ما يحدث لبعض الزوجات من الظلم والقهر مقابل سكوتهن بألم وحسرة فهذا لا يرضاه عقل ولا منطق ولا دين وضمير، وهنا أوجه رسالة للآباء والأمهات والإخوان وأولياء الأمور وأذكرهم بأن يتفقدوا أحوال بناتهم وأخواتهم بين الحين والآخر، وأن يهتموا بهم ويلحوا بالسؤال عليهم عن أحوالهم فهناك زوجات يعانين ولكنهن يفضلن السكوت خوفا منكم.

همسة:

أحمق ذلك الرجل الذي يجعل المرأة تبكي وهو قادر على إسعادها