أثار مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع، يصوّر عملية نقل صقور في "شبك" دجاج" استياء كثير من متابعيه الذين وجدوا ذلك طريقة غير لائقة لهذا الطير الجارح، وتنم عن عدم دراية وجهل ربما يكون له ثمنه الباهظ في نفوق الطير أو تأثر ريشه، وهو ما دعا مختصين إلى المطالبة بضرورة ضبط وتسهيل عملية نقل الصقور وحفظها، فيما أوضحت الهيئة العامة للجمارك لـ"الوطن" أنه لا يوجد عدد معين للصقور المسموح بنقلها، موضحة أن هناك شروطا لاستيرادها تتلخص 3 بنود، هي "خطاب من هيئة الحياة الفطرية، وجواز سفر خاص بالصقر، وشهادة صحية من بلد المنشأ".

اهتمام

تحظى تربية الصقور بقدرٍ كبيرٍ من الاهتمام في المملكة، وتكثر مشاركاتها في المهرجانات بأجنحة مخصصة لعرض الصقور الحيّة، ولا تغفل عن تقديم دروس مخصصة في تربية الصقور وتدريبها والتعريف بأهمية هذا التراث، وتتشارك مع باقي دول مجلس التعاون في منع صيدها بالبنادق والحد من الصيد الجائر والالتزام بالقوانين المفروضة، للحفاظ على توازن الأنواع المهددة بالانقراض، إلا أن الظروف البيئية غير الملائمة لتزاوج الصقور وارتفاع نسبة الحرارة والرطوبة حدّت من زيادة إنتاجها وتفريخها محليا.

يقول المهتم بتربية وبيع الصقور ناصر بن فدغوش العجمي "ثمة علاقة تنشأ بين الصقار وصقره، يركز فيها الصقار على شكل الصقر، وشجاعته، وسرعته، ولذا يحرض الصقار على نقل الصقر بانتباه شديد، فهو يحمله على يده".

ويضيف "غالبا ما يبرهن الصقارة على احترامهم وتقديرهم للصقر بوضعه في مجلس الرجال، بدل العش، كما لا يضع صاحب الطير طيره وقت طرح الريش إلا في مربط عند شخص يثق به، وفي مكان مكيف ومجهز لراحة الطير، إضافة إلى توفير طعامه من حمام وغيره، مما عرف بأنه وجبة الصقر المفضلة".

ويتابع "يضع الصقارة صقورهم عن النقل بجوارهم في السيارة، وفي مكان مخصص، وذلك خشية أن يتأثر ريشه، وتختلف عملية النقل داخل أو خارج المملكة، ففي الداخل ينقل في صندوق خاص، ويوضع كل طير لوحده، وتكون جهتا الصندوق من الداخل مغطاتين بالإسفنج حتى لا يتأثر ريشه، وتأثر الريش ينعكس على سرعة الطائرة الذي تكمن سرعته في سلامة ريشة، وكسر ريشة واحدة في الطير قد يكون الصقار مبالغ باهظة من سعر الطائر، كما أن صحة الطائر وقوة هجومه وطيرانه تتأثر بكسر أي من ريشه".

طريقة ملائمة

يبين العجمي أن الطريقة الملائمة والصحية والملائمة لنقل الطيور تتم عبر صناديق، بحيث يوضع كل طير في صندوق خاص، لأن الطير لو جاع قد يأكل طيراً آخر، إن كانا في صندوق واحد ومغطى العينين، ولا بد أن يكون في الصندق متنفس وتهوية، وألا تزيد درجة الحرارة خلال النقل على 20 درجة مئوية.

وقال "في حال نقل الصقور عن طريق الطيران يجب أن يكون المكان مكيفا، مع الانتباه إلى المشكلة التي تواجه الصقور بعد الهبوط في المطار، حيث يفترض بمن يستقبله أن يكون مدركا وجوب نقل الصقور على الفور إلى أماكن باردة، وألا يطول بقاؤها في المطار عن يوم أو اثنين، لأنها لو ضعفت أو جاعت أصيب بالتعب وتصبح عرضة للمرض، لذا يفترض ألا يزيد أقصى طيران لها بالطائرات عن 24 ساعة، وأقصى مدة يكطم للطير أن يبقى فيها داخل الصندق تتراوح بين 24 و40 ساعة".

صناديق مخصصة

بدوره، يقول المهتم بتربية الصقور، مؤلف كتاب "زاد الصقر" الدكتور البراء محمد إن "عملية نقل الصقور خاصة في الطائرة يجب أن تكون بصناديق مخصصة، وبأعداد حسب الرخصة"، مؤكداً أنه ليس هناك أعمار محددة يمكن نقل الصقور بعد بلوغها، مشيراً إلى أن النقل يتم حسب العرض والطلب، وقال "مع ذلك لا بد من نقل كل صقر بمفرده، ولا يجوز جمعها بصندوق واحد وحشوها كأنها دجاج".

غياب التخصص

يعود العجمي مبديا أسفه لعدم تخصص المشرفين على المحاجر، وعدم معرفتهم بالصقور، وطالب بتحويل عملية التراخيص النقل لنادي لصقور والفسوحات وخطابات الاستيراد والتصدير لتحقيق السرعة، خصوصاً أن المعنيين في النادي أصحاب تخصص وخبرة في نقل الطيور سواء كانت فردا أو أكثر، ولديهم وعي بأهمية سرعة النقل وشروطه، وأضاف "تخصص البيطرة ليس كافيا لجعل عمليات النقل والتعامل مع الطيور من اختصاص الزراعة".

تدريب

يكشف العجمي أن استخدام الصقور في الصيد يحتاج إلى تدريب، موضحا "هناك صقارون جيدون يمكنهم تدريب الصقر على الصيد في اسبوع واحد، وبعضهم يحتاج إلى نحو أسبوعين".

وبين أن أسعار الصقور تتباين، فالشيهانة البحرية الوافية وهي التي يتعدى عرضها 15.5 إلى 16 إنش فيتراوح سعرها بين 100 ألف إلى 300 ألف ريال، والطيور النادرة من 500 ألف إلى مليون ريال، وقال "قد تكون طيور الصقارة العادية أشجع من تلك مرتفعة الثمن، لكنها غير نادرة، والندرة يحققها ريش الصقر وكبر حجمه، فسعر الطيور العادية يتراوح بين 10 آلاف و300 ألف ريال".

أهمية

حظيت الصقور بأهمية متزايدة في المملكة بما تمثله من موروث، وبدلالاته عند العرب كرمز للشجاعة والإقدام.

وتعد المملكة منطقة استيطان لأنواعٍ مختلفة من الصقور، وممراً لأخرى مهاجرة، ويهتم السعوديون بهذه الطيور ويستخدمونها في عملية الصيد وهي هواية قديمة.

وبين موقع نادي الصقور السعودي أن الصقور تنقسم بين عشرات الفصائل والسلالات، لكن لها 4 أنواع رئيسة هي: الصقر الحر، وصقر الجير، والشاهين إضافة للوكري.

ويتربّع الصقر الحر على عرش الصقور عند العرب، كما أنهم يعرفون أنواعاً مختلفةً من الشواهين وصقور الوكري، بينما لم نتشر لديهم الصيد بصقر الجير (ما يُعرف أيضاً بالكندي) إلا في العقود القليلة الماضية بسبب تكاثره في الأماكن شديدة البرودة وصعوبة تأقلمه في الصحاري العربية.

أول الصيادين العرب

يذكر التراث العربي أن الحارث بن معاوية بن ثور الكندي هو أول من عرف الصيد بالصقور زمن مملكة كندة، إذ وقع صقر في شرك للطيور وأكل بعض العصافير فيه، فأُعجب الحارث بالطير الغريب وأمر بصيده، وبعد أيام، وبينما كان الحارث مع طيره الغريب فوجئ به يفلت من بين يديه، ليقتنص حمامة عابرة، وبعد أيام كان الصقر في موعدٍ مع طريدة أكبر وأثمن فاقتنص أرنباً برياً، والحارث ينظر، عندها– تقول الحكاية– علم الحارث أنه في حضرة طير مختلف، فأمر بتدريبه على الصيد، وهذا ما كان، فتوارث العرب في الجزيرة العربية الصيد بالصقور أباً عن جد.

هواية ملوك

كان الصيد بالصقور هواية للملوك والأمراء وعِلية القوم في جزيرة العرب، كما كان مصدر رزق للفقراء، إلا أن الهواية لم تختص بالعرب فقد انتشر الصيد بالطيور الجارحة من أواسط آسيا إلى أوروبا حتى أصبح من هوايات النبلاء هناك، ولعب دوراً دبلوماسياً كبيرا في القرون الوسطى، إذ كانت الصقور هدايا ملوك أوروبا لبعضهم.

شروط استيراد الصقور

1ـ خطاب من هيئة الحياة الفطرية

2ـ جواز سفر خاص بالصقر

3ـ شهادة صحية من بلد المنشأ

شروط نقل الصقور

1ـ تنقل منفردة في صندوق خاص

2ـ تبطن جوانب الصندوق بالإسفنج

3ـ تراعى درجة الحرارة التي لا تزيد على 20 مئوية

4ـ يراعى ألا تطول مدة رحلة الطيران على 24 ساعة