التراث هو ذاكرة الأمة، وعنوان هويتها، وكينونة المجتمع الذي ينبثق منه تاريخه، ومكون جوهري من مكونات الشخصية، ويعد إحياؤه ضرورة وطنية إنسانية، فهو حقل خصب لرفد الحاضر وإثرائه، واستشراف المستقبل، وضمان ازدهاره.

وعند الحديث عن التراث الوطني، فإنه لا يمكن غض الطرف عن دوره الفاعل وأثره الإيجابي على تعزيز الشخصية السعودية، وذلك لما يسهم به في إرساء القيم في نفوس وعقول الناشئة، استنادا إلى ما يزخر به التراث من قيم روحية ومخزون تراثي خصب لميراث ضارب في عمق الزمان والمكان.

ونظرا لقيمة التراث الوطني، فقد أدركت وزارة التعليم ممثلة في مخططي المناهج وتطويرها، تضمين هذا التراث وشخصية الفرد السعودي في مناهجها ولا سيما مناهج الدراسات الاجتماعية والوطنية.

وهذا ما تفحصته شخصيا في تلك المناهج، وبرز بوضوح من خلال المحتوى التعليمي والصور والأشكال والرموز الوطنية والشخصيات الواردة وطنيـة بامتياز، والتي تمثل هويتنا الحقيقية.

ولعل تفعيل إحياء التراث الوطني من خلال تلك المناهج يسهم في تعزيز إدراك المتعلم للقيم والعادات المشتركة بين أفراد المجتمع، ويغذي شعوره بالترابط مع تراثه التاريخي والثقافي، وتنمية الحس الوطني والتراثي لديه.

وعلى الرغم من تأكيد الأهداف التربوية لتضمين التراث الوطني وإسهامات رموز الوطن إلا أن إبراز أعمالهم العظيمة في سياق المادة العلمية في مختلف المراحل التعليمية لم يكن بالقدر الكافي الذي يفيهم حقهم.

وتأسيسا على هذا فإن الحرص على نشر التراث الوطني السعودي نشرا محققا وملخصا بات واضحا، حتى يعلم النشء مكانة وطنهم في التاريخ، ولا يمكن أن يتأتى ذلك إلا من خلال تضمين إحياء التراث الوطني في المناهج التعليمية بشكل عام والأنشطة الصفية واللا صفية، والمبادرات التي تضطلع بدور حيوي ومؤثر في تعزيز الشخصية الوطنيـة وصياغة وجدانها وهويتها.