الغيرة إحدى الطبائع الإنسانية الموجودة منذ خلق الطبيعة، وهي سلوك فطري موجود عند الجنسين، وقد يعتقد البعض أنه سلوك مختص بالنساء، وهذا غير صحيح، فأول جريمة حدثت في التاريخ كانت من رجل بسبب الغيرة، وذلك بقصة قابيل وهابيل الشهيرة.

الغيرة من أخطر الطبائع البشرية إذا تعدت الحدود المعقولة وأصبحت نوعًا من الاظطراب والهوس والمرض، والغيرة قد تكون عاطفية وقد تكون عائلية، وقد تكون غيرة عملية ومن نجاح الغير وتلك أسوأ أنواع الغيرة، ومن النصائح البسيطة التي قد تقلل من الغيرة العملية وتحولها إلى غيرة إيجابية، وتجعلك تسابق أقرانك للنجاح وتتحول من غيرة الضعفاء إلى «غبطة العظماء» وهي:

1- لا تقلل من نجاح الآخرين..

‏فكما قيل: «تكسيرك لمجاديف غيرك لن يزيد أبدًا من سرعة قاربك»، فكلما عودت نفسك على تقبل نجاحات الآخرين زاد شعورك بالفرح والسرور والرضا، وكلما حاولت تكسير مجاديف غيرك حرقت قلبك لا شعوريًا بالغل والحسد والكبرياء.. وهل هناك من أمثلة أفضل من قصص صحابتنا العظماء.. عن عمر، رضي الله عنه، قال: «أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نتصدق، ووافق ذلك عندي مالًا، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يومًا، قال: فجئت بنصف مالي.. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله.. وأتى أبو بكر بكل ما عنده.. فقال: يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك؟، فقال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسبقه إلى شيء أبدًا»، رواه الترمذي، وأبو داود.

2- لا تركز على نقاط ضعفك..

من الجيد أن نعرف نقاط ضعفنا لتحسينها، لكن ليس من المنطقي تضخيمها لكي تصبح هاجسًا وعقدة، ونسيان مواطن القوة والافتخار بها.

3- لا تقارن نفسك بالآخرين..

المقارنات غير العادلة متعبة نفسيًا ومعنويًا، من المؤكد أن لديك إمكانيات يفتقدها الآخرون والعكس صحيح، فلا تؤذ نفسك بمقارنات مرهقة وغير مفيدة، ولا تحاول تقليد الآخرين، فقد قيل: «كن نفسك تكن متميزًا».

شخصيًا لا أجد تفسيرًا منطقيًا للغيرة العاطفية «الشديدة» إلا فقدان الثقة بالنفس، أما الغيرة العائلية فسببها يعود إلى المقارنات منذ الصغر بين الأطفال، وتعزيز ذلك الشعور بالنقص بين الأقران، أما الغيرة العملية فلا تصدر إلا من «الكاشتين»، وفي رواية «الداجين» تجد معسولي الكلام وفاقدي «التنفيذ» ينتقدون جميع الناس ويهبطون من جميع الإنجازات، ولو أعطيتهم «نعجة» لأضاعوها في بضع ساعات.