تتغير حياة الإنسان بين عشية وضحاها، إذ أنه قد يواجه بعض النوائب التي لم تكن في الحسبان كحوادث السير أو الأمور الوراثية أو العيوب الخلقية، والتي قد تفقده جزءا من جسده وحاسة من حواسه، وهنا نتطرق لبعض النماذج التي تحدت الإعاقة، وكتبت بخيوط من ذهب قصة نجاح وطموح وإرادة من حديد.

25 عاما حافلة

بدأت قصة البطل ماجد القارح، الذي بدأ حياته ضعيف البصر، ولم يصل لمرحلة الكفيف، خاصة في فترة النهار كان يرى بشكل خفيف، إلا أن دعم أسرته القوي وحرص والده على دمجه مع المجتمع، قبل أن يعتمد على نفسه عند بلوغه سن العاشرة من عمره والتحق بمعهد النور في أبها، وبسهولة انخرط وتأقلم على الوضع بمساعدة معلم التربية البدنية سعيد علام الذي اكتشف موهبته وساعده على صقلها، ولم ينتظر سوى عامين ليتم استدعاؤه للمنتخب السعودي عام 1418 في البطولة العربية بالأردن، ولم يحتج سوى عامين ليبدأ رحلة تحقيق الإنجازات بعد تحقيق بطولة المملكة مع فريق أبها لكرة الهدف، وبطولة المملكة لـ10 سنوات في لعبة دفع الجلة والقرص، ومع المنتخب كانت البطولة الأولى له في 1423 ثم 1425 تم توالت الإنجازات ببطولة التضامن الإسلامي وبعدها كأس الخليج، وكذلك المشاركة في الأولمبياد، وحقق المركز الثالث في قطر والأول في البحرين، وعالميا شارك في بطولة العالم في فنلندا وحل سادسا. وحقق مع نادي نجران 6 بطولات محلية لكرة الهدف، قبل أن يعلن اعتزاله بداية العام الحالي 1442 بعد 25 عاما حافلة بالإنجازات.

بطولة الـ50

لاعب نادي الرياض لذوي الإعاقة هادي آل خميس، تعرض في طفولته لحادث سقوط وفقد إحدى قدميه وأصبح معاقا منذ سنوات طويلة، ليعود من جديد ويتحول إلى بطل لرفع الأثقال، حقق بالأمس القريب بطولة المملكة بعمر الـ 50 عاما. بدأت حكايته مع الرياضة في 2018، عندما التحق بنادي الرياض لذوي الإعاقة كلاعب للكرة الطائرة للإعاقة الحركية ورفع الأثقال، وحقق العام الماضي المركز الثالث على مستوى المملكة، وفي هذا العام وتحديدا في يوليو الماضي حقق المركز الأول على مستوى المملكة وهو في سن الـ50 عاما.

عدم الاهتمام

لم يشعر لاعب المنتخب السعودي للإعاقة الذهنية طالع آل دغرير، أنه مختلف عن غيره أبدًا، ومتعايش مع العالم والمجتمع بشكل طبيعي، واشتكى من عدم الاهتمام من قبل الأندية، خصوصا بعد الاعتزال، لاسيما لاعبين قدموا الكثير للمنتخب السعودي والأندية. وبدأ ممارسة اللعبة في نادي الأخدود منذ درجة الناشئين، وتم اختياره للمنتخب السعودي عام 2009م بعد البطولة المدرسية، في نفس العام حقق البطل طالع آل دغرير الذي بدأ في نادي الأخدود واختير للمنتخب السعودي في 2009، العديد من الإنجازات على المستوى المحلي والدولي، أبرزها 3 ذهبيات في بطولة فزاع عام 2011، كانت في سباقات 100م و200م و400م، وفي نفس العام نال 3 ذهبيات في بطولة اليونان وفي بطولة كوريا عام 2013 حقق ذهبية 200م وذهبية بطولة الخليج في مسافة 400م.

بطل دائم

عندما نتحدث عن السباحة يجب أن نذكر بطلا للمملكة لـ14 عاما متتالية، بطل الإعاقة الحركية الحميدي عيسى السالمي، الذي بدأت معاناته منذ الطفولة بعد إصابته بالحمى الشوكية، وحصل له خطأ طبي تسبب له في ضعف في الأقدام، وأكد السالمي أن وقوف عائلته معه كان له الدور الكبير في تجاوز كل الأزمات والظروف، وشارك في العديد من المسابقات، ومن هناك بدأ في تحقيق البطولات والتي بدأت منذ عامه الأول بالمركز ببطولة المملكة للسباحة، والمركز الأول في تنس الطاولة، ومنذ عام 1421 وحتى 1435 وهو بطل للمملكة ولمدة 14 عاما متتالية، وهو مرشح لتمثيل المنتخب السعودي في الأولمبياد المقبل في طوكيو.

-القارح حقق 6 بطولات في كرة الهدف

-8 ميداليات ذهبية نالها آل دغرير في ألعاب القوى

-هادي آل خميس حقق بطولته الأولى في سن الـ50

-14 عاما متتالية والسالمي مسيطر على بطولات السباحة

-أصحاب الهمم لم تمنعهم الإعاقة عن معانقة الذهب

-اهتمام الأندية باللاعبين بعد الاعتزال مفقود