من يدري لعل نجاح مثل هذه الفكرة يشجع على امتدادها لأحياء أخرى، وصولًا إلى أن تصبح أبها مدينة ذكية، دعاني إلى هذا الطرح الجديد، الطموح الكبير والاهتمام والعمل المتواصل الذي نشاهده ونسمعه ونعيشه من أمير منطقة عسير، الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، وفقه الله.

ومدينة أبها بحكم هويتها السياحية على مدار العام، تجعل فرص تنفيذ هذه التجربة في أحد أحيائها القديمة أو الجديدة من خلال تحويله إلى حي ذكي بالتدريج، أمرًا ممكنًا، ليكون مقصدًا أوليًا للزوار والأهالي على مدار الساعة.

إضافة إلى ذلك الجهود الرائعة والحثيثة لحكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الخرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين، الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله، حيث قطعت بلادنا خطوات سريعة في مجال التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، وأصبحنا بفضل الله، ثم بالرؤية المباركة في مقدمة الدول التي بدأت تقطف ثمار هذا التطور، وكدليل على ذلك نجاح التعليم عن بعد، وتحول معظم الإدارات الحكومية والمؤسسات الخاصة، إلى بيئة رقمية ناجحة، وفرت الجهد والوقت، وساعدت على متطلبات التغيير التي يحتاجها العالم اليوم. وحين يتم تنفيذ فكرة رائدة هي الأولى من نوعها في حي من أحياء أبها «الحي الذكي»، فإن هذا يعني تحسين جودة الحياة والتواصل السريع والحفاظ على البيئة، وإعطاء الزوار من خارج المملكة انطباعًا أن العمل الجاد في إعادة بناء وتطوير القرى التراثية في عسير، والمحافظة على موروثنا الأصيل، والقفزات التنموية، تسير جنبًا إلى جنب مع أحدث ما توصل إليه العلم والعالم، من تقدم في مجال الذكاء الاصطناعي والطاقة البديلة والاستفادة من كل جديد.

وأجزم بنجاح الفكرة بوجود نخبة من شباب وشابات الوطن «نشامى عسير»، أثبتوا نجاحاتهم في كل عمل رائد تشهده المنطقة، إضافة إلى وجود قامات علمية وثقافية ستسهم في نجاح الفكرة، مع اعتقادي بضرورة مبادرة وتجاوب البنوك والشركات والمؤسسات في دعم ومساندة فكرة الحي الذكي. ذلك حلم أحلم به في أبها، وإن كنت أعلم أن أول مدينة بدأت في التحول إلى مدينة ذكية هي مكة المكرمة بجهود ومتابعة، الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، حفظه الله، وهذا مشروع ضخم على مستوى مدينة عريقة.

لكن عندما أطلب أن تكون التجربة في حي من أحياء مدينة أبها، أرى أنها ستكون المدينة الأولى ليس على مستوى المملكة، وإنما على مستوى آسيا، وليس في ذلك مبالغة.