كوكب الأرض، بحسب ما هو معروف، يعد الكوكب الوحيد الذي يمكن للبشر أن يعيشوا عليه. هو كوكب موجود منذ ملايين السنين، وعلى الرغم من قدمه، فإن البشر لم يعيشوا عليه طوال تلك المدة، ومع ذلك استطاع البشر أن يكونوا المخلوق المسيطر والمتقدم على هذا الكوكب. يعيش على كوكب الأرض عدد كبير من المخلوقات التي تتنافس فيما بينها على المصادر الحيوية. لا يلبث أن يتصدر المنافسة مخلوق ما إلا وتغلب عليه مخلوق آخر. قد لا يكون الحجم والضخامة هو العنصر الأهم للبقاء، فعلى سبيل المثال هناك مخلوقات ضخمة انقرضت بسبب بكتيريا لا تكاد ترى بالعين المجردة. صراع البقاء مازال مستمرا إلى يومنا الحاضر، وربما نراه جليا هذه الأيام فى محاربة البشر فيروس كورونا المستجد (COVID-19). أعداد البشر الذين يعيشون على كوكب الأرض في إطراد مستمر، وتزايدهم على هذا الكوكب نتج عنه تنافس على المصادر الحيوية، فالغذاء الذي كان يكفي البشر في السابق لربما لا يكفيهم في المستقبل، وهذا يعني أن هناك حاجة ملحة لابتكار تقنيات يمكنها توفير الكم اللازم من الغذاء للإنسان. منافسة البشر على الموارد الطبيعية قد تأتي من مخلوقات صغيرة، بل قد تكون المنافسة على شيء لا يملك البشر التصرف فيه مثل ضوء الشمس مثلا. ففي المجال الزراعي، وحين يحاول الإنسان الحصول على غذائه بزرع البذور، تكون الأعشاب والحشائش الصغيرة من أول المنافسين للبذور على ضوء الشمس. دخل الذكاء الاصطناعي المجال الزراعي منذ زمن، وتعد أحد أهم التحديات التي يحاول الذكاء الاصطناعي حلها في المجال الزراعي مساعدة البشر على التصدي لمنافسهم، وهو الأعشاب الضارة. وقد تمكن فريق، بقيادة البروفسور ستيفن هوسمان (Stephan Hussmann)، في جامعة العلوم التطبيقية بألمانيا (University of Applied Sciences) من صناعة روبوت يستخدم الذكاء الاصطناعي، يمكنه التجول داخل المزرعة ليرى ويتفحص الأرض الزراعية، حتى يتمكن من تمييز الأعشاب الضارة التي من المفترض ألا تكون موجودة في بقعة محددة، ومن ثم يساعد الروبوت الإنسان في التخلص منها. الأعشاب غير المرغوب بها حين توجد في الأرض الزراعية، فإن أهم ما تنافس البذور عليه هو ضوء الشمس. وقد طور كثير من هذه الأعشاب قدرته على الانتشار أو الاتساع في وقت وجيز، وبالتالي فإنها تحرم البذور من الحصول على الكم اللازم من الضوء، إلا أن الذكاء الاصطناعي كانت له القدرة على مساندة الإنسان في هذه المنافسة، وقد أثبت كفاءته كالعادة.