عندما وصل المنتخب السعودي إلى الولايات المتحدة الأمريكية في صيف 1994 للمشاركة في كأس العالم، لم تكن التوقعات عالية، نظراً لكونه ظهورهم الأول في هذا المحفل العالمي، ومع ذلك، صنع الصقور الخضر التاريخ بتأهلهم إلى الدور الثاني بقيادة الأرجنتيتي خورخي سولاري، عندما أذهلوا العالم بالتغلب على بلجيكا بفضل مغامرة فردية مدهشة لسعيد العويران، لا تزال واحدة من أكثر لحظات كأس العالم التي لا تنسى، وعلى الرغم من مشاركة الأخضر في أربع نسخ بعدها، فإن 1994 لا تزال هي الأبرز.. موقع FIFA.com التقى النجم السابق فؤاد أنور، أول لاعب يسجل للسعوديين في كأس العالم، للحديث عن ذلك الظهور التاريخي الأول، ولمعرفة لماذا لم يتمكن الصقور الخضر من تكرار هذا النجاح.

الجيل الأفضل

كنت واحداً من أفضل اللاعبين السعوديين في كأس العالم 1994، ماذا تحتفظ ذاكرتك من ذلك الحدث؟

هذه البطولة تُعيد لنا كثيراً من الذكريات السارة، لأنها كانت أول ظهور لنا في كأس العالم، وأتذكر أنه كان لدينا معسكر تدريبي رائع قبلها، شخصيا، كانت إحدى أفضل ذكرياتي أن أصبح أول لاعب سعودي يسجل في المونديال - أمام هولندا - قبل أن أحرز هدفاً آخر ضد المغرب، مما أدى إلى إعجاب الجميع بالمنتخب السعودي في بدايته، فلم يتوقع أحد أن يكون لدينا لاعبون ذوو خبرة عالية، لكننا أذهلنا الجميع، بما في ذلك مشجعونا، وعلى الرغم الظهور في 4 نسخ متتالية، فإن منتخب 94 لا يزال أفضل جيل مثل المملكة في الحدث العالمي.

حدثنا عن تلك اللحظات التي تلت تسجيلك لذلك الهدف التاريخي ضد هولندا.

عندما أشاهد الهدف في كل مرة، أشعر بسعادة كبيرة كما لو كنت قد سجلته للتو، وأعتقد أن حالة الانفعال والاهتياج الناتجة عن الهدف تتحدث عن نفسها، إذ إنني لم أصدق ما حدث حتى وصلت إلى حارسنا محمد الدعيع، واحتفلنا جميعاً معاً، فتسجيل الأهداف مسؤولية المهاجمين، لذلك كان هذا يعني الكثير بالنسبة للاعب خط وسط دفاعي سجل هدفاً في كأس العالم، وضد فريق مثل هولندا.

أداؤنا في تلك المواجهة ضاهى أداء المنتخب الهولندي، في الواقع، كانت المباراة ستنتهي بالتعادل لولا ذلك الخطأ الذي ارتكبه الدعيع، لكن الحقيقة التي يجب أن تقال إن الدعيع قام أيضاً بتصديات عديدة رائعة.

دفعة متجددة

بعد خسارتكم لقاءكم الافتتاحي، أصبحت مواجهتكم مع المغرب أكثر أهمية، كيف تعاملتم مع تلك المباراة؟

الهزيمة أمام هولندا لم يكن لها تأثير سلبي علينا، في الواقع، لقد منحتنا الكثير من الحوافز قبل خوض المباريات اللاحقة.

كل مسؤولي الفريق كانوا سعداء بأدائنا، وثقتهم بنا منحتنا دفعة متجددة قبل مباراة المغرب، كنا نعلم أن الهزيمة الثانية ستنهي آمالنا في التأهل، وفزنا في هذه المباراة 2 /1 وضعنا سامي الجابر في المقدمة من ركلة جزاء، ثم تعادلت المغرب، لكنني تمكنت من تسجيل هدف الفوز قبل دقائق قليلة من نهاية الشوط الأول.

هدفك ضد المغرب كان تسديدة بعيدة رائعة، ماذا يمكنك إخبارنا عنه؟

بصراحة، لم تكن تلك هي المرة الأولى التي أسجل فيها هدفاً من هذا المدى، سواء مع المنتخب أو في الدوري المحلي، كان لديَّ العديد من الأهداف المماثلة في مسيرتي، حيث سجلت عدة مرات من هذه الضربات المنحنية بعيدة المدى، وكان هذا الهدف مهماً للغاية لأنه جاء في بطولة كبيرة مثل كأس العالم وحفزنا كثيراً قبل مباراة بلجيكا.

نتائج مبهرة

كيف تقيم حملة المنتخب السعودي في ذلك المونديال؟

كان تحضيرنا رائعاً، وساعدنا في تحقيق نتائج مبهرة، وتأهلنا من مجموعة صعبة للغاية ضمت كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية وإيران والعراق واليابان، وقضينا شهراً ونصف الشهر في معسكر تدريبي في فرنسا، ثم دخلنا معسكراً آخر في الولايات المتحدة قبل 45 يوماً من بدء البطولة، وعلى الرغم من أننا وصلنا إلى دور الـ16، فإنه كان بإمكاننا تقديم أداء أفضل لأن المباراة ضد السويد لم تكن أصعب من تلك التي واجهناها في دور المجموعات، كنا سُعداء بالتأهل من مجموعتنا، ولم يكن هناك أي نوع من الضغط علينا، ذهبنا إلى المباراة وكأن البطولة قد انتهت بالنسبة لنا، مع ذلك، لعبنا بشكل جيد للغاية ضد منتخب أنهى البطولة في المركز الثالث.

متابعة المنافسين

بعد 4 لاحقاً شاركتم في مونديال فرنسا 1998، وكانت عروضكم أكثر تواضعاً، إلى ماذا تُعيد ذلك؟

في ظهورنا الثاني في كأس العالم، عرف خصومنا المزيد عنا، وكانوا أكثر استعداداً لمواجهتنا، وأتذكر أننا قبلها خُضنا مباراة ودية ضد إنجلترا - في ملعب ويمبلي العريق - انتهت بالتعادل، وكان مدربو المنتخبات التي كنا سنواجهها في كأس العالم موجودين جميعاً في المدرجات لمشاهدتنا، وهذا يدل على أن الكثير من الناس أدركوا قوة الفريق السعودي بعد الأداء القوي الذي قدمناه قبل أربع سنوات في الولايات المتحدة.. كانت مباراتنا الأولى ضد منتخب الدنمارك القوي، ولعبنا بشكل جيد للغاية لكننا خسرنا بهدف واحد، ثم واجهنا فرنسا المضيفة، التي هزمتنا في طريقها لرفع الكأس، ولم يكن ذلك أمراً مفاجئاً.. أردنا الفوز بمباراة واحدة على الأقل، لكننا لم نتمكن إلا من التعادل مع جنوب إفريقيا في المباراة الأخيرة.

بعد غياب عن نسختي 2010 و2014، عاد المنتخب السعودي للنهائيات في روسيا 2018، ما رأيك في أدائه في تلك البطولة؟

لم ترقَ نتائجهم إلى مستوى التوقعات، لا سيما بالنظر إلى التحضيرات التي خضع لها الفريق والدعم الذي تلقوه، لقد فشلوا في ترك انطباع، لكن مجرد وجودهم في كأس العالم كان أمراً مهماً، ومع ذلك، فقد حققوا انتصاراً على منتخب مصر القوي.

اهتمام وتركيز

كانت أمريكا 1994 الأفضل عندما تأهلتم لدور الـ16، لماذا لم نرَ إعادة لذلك الإنجاز على الرغم من المشاركة المتعددة في النهائيات؟

في الماضي، كان هناك الكثير من الاهتمام والتركيز على جميع الفئات العمرية.. شارك العديد من اللاعبين المتميزين في كرة القدم السعودية في البطولات الكبرى، وكنت شخصياً جزءاً من منتخب تحت 16 عاماً الذي فاز ببطولة العالم في أسكتلندا عام 1989، وشاركت أيضاً في بطولة العالم للشباب عام 1989، والتي أقيمت على أرضنا.. ويجب إيلاء المزيد من الاهتمام للاعبين الشباب، الذين يجب أن يشاركوا في البطولات السنية الكبرى، وهذا بدوره سيساعد في بناء منتخب كبير قوي كما كان الحال في الثمانينيات والتسعينيات.

- أنور يشاهد هدفه في هولندا باستمرار

- اللاعب يعتبر ذلك الهدف فخراً له

- قائد الأخضر يؤكد أن مونديال 1994 الأفضل

- 3 أشهر جهزت الصقور لأول مشاركة

- المنافسون تابعوا الصقور قبل مونديال 1998

- الاهتمام والتركيز ميز جيلي الثمانينيات والتسعينيات

- أنور حقق مع منتخب الناشئين كأس العالم 1989