نجحت قمة العشرين، التي استضافتها المملكة، في تقديم رسالة تبعث الاطمئنان والأمل لمواطنينا وجميع الشعوب حول العالم من خلال بيان القادة الختامي لهذه القمة، الذي تبنته دول مجموعة العشرين، وهو ما كان ينتظره العالم من هذه القمة التاريخية في تلك الظروف الاستثنائية.

جاء هذا الإنجاز ليكون تكليلا لجهود الدول المشتركة، برئاسة المملكة، خلال عام مليء بالتحديات. كما عكست رسائل وبرقيات الشكر إلى حكومة خادم الحرمين الشريفين لنجاح قمة مجموعة العشرين، التي استضافتها الرياض عن بُعد، أهمية الدور السعودي، وجهود المملكة العظيمة في رسم مستقبل رغد للبشرية جمعاء، حيث إن هذه القمة الأولى من نوعها على مستوى العالم العربي، مما يعكس الدور المحوري للمملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وقد قدمت المملكة دروسا للعالم في مختلف القضايا والمجالات، سواء إنسانية أو سياسية أو اقتصادية.

نموذج نجاح

تعددت الدروس التي قدمتها المملكة في دورة قمة العشرين، التي عقدت في 21 و22 من نوفمبر الجاري، برئاسة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، وفي مقدمتها إعلاء قيمة الإنسان، وتأكيد المملكة، على لسان خادم الحرمين وولي العهد، تمكين الإنسان، والحفاظ على كوكب الأرض، وتشكيل آفاق جديدة، لاغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع، وذلك استشعارًا من قيادة مملكة الإنسانية بأهمية دور الدول الأعضاء، صاحبة أكبر اقتصادات بالعالم، في رعايتها الإنسان بأنحاء العالم، وجعل إنقاذ الأرواح وإيجاد لقاح لفيروس كورونا أولوية قصوى للمملكة والدول الأعضاء، للعمل على ذلك.

روح التعاون

ضربت المملكة أروع الأمثلة في التشديد على أهمية نبذ الفرقة وتوحيد الجهود، لمواجهة التحديات، من خلال تأكيدها روح التعاون التي لطالما كانت حجر الأساس لنجاحات مجموعة العشرين، وأن العالم الآن في حاجة إلى ذلك أكثر من أي وقت مضى لمواجهة تبعات الجائحة، وبناء مستقبل مزدهر لشعوب العالم أجمع، علاوة على التصدي للتغير المناخي مع الاستمرار في تنمية الاقتصاد وزيادة رفاه الإنسان.

الطاقة النظيفة

الدروس الاقتصادية التي قدمتها السعودية للعالم من خلال القمة التاريخية كانت كثيرة وعظيمة، ومنها تجربتها في مجال الطاقة النظيفة.

ومن هذا المنطلق، شجعت رئاسة المملكة إطار «الاقتصاد الدائري للكربون»، الذي يمكن من خلاله إدارة الانبعاثات بنحو شامل ومتكامل بهدف تخفيف حدة آثار التحديات المناخية، وجعل أنظمة الطاقة أنظف وأكثر استدامة، وتعزيز أمن واستقرار أسواق الطاقة، والوصول إليها، حيث سيتسنى للدول تبني وتعزيز التقنيات التي تتناسب مع المسارات التي تختارها لتحولات الطاقة، وذلك من خلال ركائز الاقتصاد الدائري للكربون التى تشكل مجتمعة نهجًا شاملًا ومتكاملًا وواقعيًا يتيح الاستفادة من جميع خيارات إدارة الانبعاثات في جميع القطاعات. ولفتت المملكة إلى إطلاق البرنامج الوطني للاقتصاد الدائري للكربون، لترسيخ وتسريع الجهود الحالية من أجل تحقيق الاستدامة بأسلوب شامل، ودعت الدول الأخرى إلى العمل معها، لتحقيق أهداف هذا البرنامج، المتمثلة في التصدي للتغير المناخي مع الاستمرار في تنمية الاقتصاد وزيادة رفاه الإنسان، بعدما كانت سباقة في الطاقة النظيفة، بعدما أطلقت في 2012 البرنامج الوطني لكفاءة الطاقة في جهود تقليل الانبعاثات ضمن مبدأ «الاقتصاد الدائري للكربون».

معطيات عظيمة

هذه الدروس والمعطيات العظيمة والإنسانية للمملكة أثبتت للعالم كفاءتها، وقدرتها على قيادة العالم برعايتها الإنسان أولًا، ودعم الاقتصاد العالمي، وإعلاء قيم التعاون والوحدة، لرفاهية واطمئنان العالم. وأكدت كذلك أن «رؤية 2030» والإصلاحات التي يقودها ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، لتطوير المملكة وتحقيق أهدافها، تخطت ثمارها الحدود الوطنية، لتقدم للعالم نماذج ملهمة ومبادرات ليست اقتصادية أو اجتماعية فحسب بل في كل المجالات.

دروس من قمة العشرين

إعلاء قيمة الإنسان وتأكيد المملكة، على لسان خادم الحرمين وولي العهد، تمكين الإنسان، والحفاظ على كوكب الأرض

جعل إنقاذ الأرواح وإيجاد لقاح لفيروس كورونا أولوية قصوى للمملكة والدول الأعضاء، للعمل على ذلك

نبذ الفرقة وتوحيد الجهود، لمواجهة التحديات من خلال تأكيد روح التعاون التي لطالما كانت حجر الأساس لنجاحات المجموعة

بناء مستقبل مزدهر لشعوب العالم أجمع، والتصدي للتغير المناخي مع عدم إغفال تنمية الاقتصاد وزيادة رفاه الإنسان

تقديم التجربة السعوية في مجال الطاقة النظيفة، وترجمة ذلك بتشجيع رئاسة المملكة إطار «الاقتصاد الدائري للكربون»

دعوة الدول الأخرى إلى العمل معها، لتحقيق أهداف برنامج الوطني للاقتصاد الدائري للكربون

«رؤية 2030» والإصلاحات التي يقودها ولي العهد تخطت ثمارها الحدود الوطنية، لتقدم للعالم نماذج ملهمة