يعتقد بعض الناس أن عمل الشر أحياناً يجلب المصلحة، أو يأتي من جرائه الخير، وهذا لا شك بإيعاز من شياطين الإنس والجن.

وسوس الشيطان لإخوة يوسف - عليه السلام -، عندما أضرم نار الغيرة بينهم، بقوله إن أباكم يحب يوسف ويفضله عليكم، والحل الوحيد هو التخلص من يوسف «اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً يخلُ لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين».

ولكن في الحقيقة الشر يجر أشراراً، والشرارة توّلد ناراً ترمي بشرر كالقصر، تأكل الأخضر واليابس. والمثل العربي يقول: هل تجني من الشوك العنب ؟! حكى أنه كان هناك امرأة تصنع الخبز لأسرتها كل يوم، وكانت يوميا تصنع رغيف خبز إضافيا لأي عابر سبيل جائع، وتضع الرغيف الإضافي على شرفة النافذة لأي فقير يمر ليأخذه.

وفي كل يوم يمر رجل فقير أحدب ويأخذ الرغيف وبدلا من إظهار امتنانه لأهل البيت كان يدمدم بالقول «الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخيرالذي تقدمه يعود إليك!».