يأتي الواقع الاقتصادي السيئ للبنان بالتزامن مع عدم مبالاة من الساسة فيه لإيجاد أي حلول، نظرا لأن اهتمامهم الحالي ينصب على فريق «الثامن من مارس»، لرؤية ما ستقدمه الإدارة الأمريكية لإيران التي تلقت ضربة قاصمة باغتيال العالم الإيراني محسن فخري زادة، الذي سيؤدي، كما يقول المحلل السياسي غابي أيوب، في تصريح خاص لـ«الوطن»، إلى «تقويض أي احتمال بمفاوضات إيرانية - أمريكية حول برنامج إيران النووي في المستقبل».

وأضاف أنه يستبعد أن ترد إيران عسكريا على عملية الاغتيال، كما تردد الأخبار، الذي قد يدخل لبنان في دائرة الخطر بسببه، بقوله: «إيران قد سبق أن تلقت العديد من الضربات دون أن تتجرأ على الرد، وأهمها اغتيال قاسم سليماني»، فهي على حد تعبيره «تفتقد إلى القوة التي تسمح لها بالرد على أي عملية تطال شخصيات سياسية إيرانية أو استهداف منشآتها العسكرية».

إسرائيل

ذكر «أيوب» أن إسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية قد تنفذان ضربات خفيفة ضد إيران، بالتوازي مع ذلك، تؤكد كل المعطيات أن «حزب الله» لن يشارك في الرد الإيراني على عملية اغتيال «زادة»، كما ورد على لسان نائب الأمين العام للحزب، نعيم قاسم، بقوله إن «الرد سيكون بيد إيرانية فقط».

حزب الله

يرى مراقبون أن خلاص لبنان يكمن في إنجاز الحكومة اليوم قبل الغد بوزراء اختصاصيين دون وجود «حزب الله»، وهذا ما ستطالب به أيضا وتؤكده إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن عند تسلمها السلطة الشهر القادم، لأن عدم ولادة حكومة سعد الحريري المرتقبة يعني تأجيل مؤتمر الدعم الدولي للبنان، الذي تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتنظيمه، وهو ما يؤدي إلى ضربة قاصمة للأمل الأخير في إنقاذ اللبنانيين من الجوع، حيث يعد تصنيف ميليشيا «حزب الله» تنظيما إرهابيا نقطة سوداء في تاريخ الدبلوماسية اللبنانية، الشيء الذي أدى إلى تدهور علاقات لبنان مع محيطه العربي والإقليمي وحتى الدولي، وبات معزولا ومقاطعا من العالم أجمع، كونه «مخطوفا»، كما يصفه الكثير من اللبنانيين.