نعيش مع إشراقة كل صباح جديد لحظات الجدل والنقاش مع أنفسنا، هل نجلس أمام التليفزيون ونتابع نشرات الأخبار بما يتضمن فيها من قصص ومآسي الدنيا، أم نقرأ الصحيفة اليومية، ونرى فيها كم قنبلة قتلت ومزقت أجساد مدنيين أبرياء، وكم صاروخًا أزهق وحصد أرواح رجال ونساء وأطفال، وكم عدد المصابين بفيروس كورونا.. كم قنابل وصواريخ هدمت بيوتًا على رؤوس سكانها، كم عدد التصريحات الكاذبة التي تفوه بها مسؤول لزوم الاستهلاك الإعلامي؟!.

الحياة لها بريقها.. قد تعانقك بالحب والفرح ويقتات على الأمل، أو تقسو عليك بالألم والحزن، لكن لا تجعل نفسك تعيش خارج الزمان؛ فلا بد أن يأتي يوم ويعم السلام العالم، لكي تخرج كل الغيوم السوداء من جوك القاتل الذي يخنقك ويحبسك في كهف مظلم.

إذا تحقق السلام حول العالم؛ فسوف تعود العواطف الرقيقة تسري في قلوب الناس رغم الاختلاف فيما بينهم، سوف تتمكن من الركض في مضمار الحياة بكل يسر وسهولة، وتعيش كشخص سعيد لم تهزمه شرور الخوف.. ستشرق الشمس من جديد ويمتد شعاعها في الأفق، وتسطيع أن تنطلق كأنك ربحت الميدالية الذهبية في مارثون.

في كل ليلة ستشعر بأن الليل يدثرك وأنت مستغرق في الابتهال المؤمن بأن يلمع بريق الأمل ويشع ضوءًا، يعيد إليك الفرح والسعادة، فالأصل في الأشياء هو الخير.. تستيقظ في الصباح الباكر، وتبدأ يومك الجديد، حيث تعانق السماء والبحر، ويبهرك بريق الأمل بلمعانه الساطع، وتفيض النفس بالرجاء والذكرى.

تتأمل في المستقبل بما سوف يحدث بين المشرق والمغرب، أخشى أن أتابع نشرات الأخبار وأصدم بالكآبة والحزن والعذاب، ولكن لا يمكنك قراءة الأحداث وترسم خارطة طريق مستقبلك بين كيف ولماذا؟!، تستطيع أن تحرك عجلة الزمن، بحيث تدور معك وأنت تجدف في محيط أفكارك، لعلك تعثر على مفتاح السعادة.. الأهم من كل ذلك هو ألا تستسلم للرعب والخوف؛ فيبتلعك الموج.

الخوف هو العدو اللدود والأول للإنسان، لو أصبحت تعيش في جو الظلام مما يطلق الخوف والقلق الذي يفيض بالشجون والرؤى.. الخوف يجعلك تشتهي الموت وتشتهي أن ترحل إلى عالم آخر وعمر آخر، فالخائف يمسك في حبل الأمنيات بأن تغشى ذاكرته عتمة؛ فيعيش حياته بلا ذاكرة، يمحو بذلك كل ماضيه ويعيش في غربة مجهولة.

أن تعيش بلا ماض خال من الذكريات يعني أن تعيش بلا أمل بلا مستقبل؛ لأن الماضي هو الوسيط بين الحاضر والمستقبل، أن يكون الإنسان بلا ماض ستصبح حياته لا جحيمًا ولا نعيمًا، بذلك تفقد معاني اللحظة الطويلة، لأن الفواصل والنقط سوف تفقد أماكنها الطبيعية، بأن يسمح الإنسان للخوف بالسيطرة عليه، ويستسلم لوجوده حتى يطل عليك ويدفن في عينيك، ويتحول إلى صديق درب.

حاول ألا تعيش خائفًا؛ فتكون نهايتك مهزومًا ومكسورًا دون أمل، انتماؤك إلى هذه الحياة وفي كل مرة تراودك الحياة الجملية، وأن الأمل موجود فيها.. توهج الأمل يعتريك فترى في الأفق النور وكل ألوان الطيف السبعة، فتصبح تلك اللحظة المستحيلة ممكنة، ويتحول العجز الذي بداخلك موجات تنقلك إلى البحر الممكن والمعقول.

عليك أن تطرد الخوف والقلق بسلاح الأقوياء، فليس هناك أقوى من العقل المفكر.. العقل البشري هو هبة الله للإنسان، فالإنسان يتمتع بغيره من المخلوقات بالفكر والإرادة والاختيار؛ بمعنى ذلك عليك أن تتفاءل، والتغير على عتبة بابك، بحيث يتحول سباتك إلى يقظة، وتصنع مستقبلك بنفسك.. بالقناعة، ونتحد بقوة، وأن في التفرق عجزًا وخوفًا.

دائمًا حاول أن تؤمن بالمستحيل، فلا حاجز يعيقه ما دامت الإرادة موجودة، لا بد أن نطرد الارتياب من نوايانا ونهزم الخوف، فالإرادة والعزيمة تصنع المعجزات، بحيث تحقق الأحلام والأمنيات.