بينما تحتفي دولة الإمارات العربية المتحدة، حكومة وشعبا، غدا، بالذكرى التاسعة والأربعين لقيام اتحادها، تتوطد العلاقات السعودية - الإماراتية بشكل أكبر، وتوثق الشعار الذي يقول «الإماراتي سعودي والسعودي إماراتي»، وهو ليس مجرد شعار فقط بل إنه حقيقة أثبتها قادة البلدين على مدى التاريخ.

وتشاطر المملكة، قيادة وشعبا، دولة الإمارات الشقيقة أفراحها، تأكيدا لعمق المحبة وقوة العلاقات بين السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة التي تشهد تطورًا إستراتيجيا في إطار رؤيتهما المشتركة للارتقاء بالعلاقات الثنائية، وتعزيز علاقات التعاون التاريخية في مختلف المجالات.

عمق العلاقة

تجسيدا لعمق العلاقة ومتانتها بين البلدين، صدر في 21 سبتمبر 2016 أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بإطلاق اسم خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، على شارع «الصفوح» في دبي، وذلك تقديرًا لشخصه، وإعزازا لدوره المحوري في مساندة مختلف قضايا الأمتين الإسلامية والعربية، ومواقفه المشرفة في تعزيز التعاون الخليجي ضمن مختلف مساراته، بما يحقق الأهداف التنموية وطموحات التطوير والتقدم في المنطقة.

وفي إطار تعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين، ووضع خارطة طريق لها على المدى الطويل، بدأت في العاصمة الإماراتية (أبو ظبي)، في 24 جمادى الأولى 1438 الموافق 21 فبراير 2017، أعمال الخلوة الاستثنائية المشتركة بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة تحت اسم «خلوة العزم»، انطلاقًا من توجيهات خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.

سياسة حكيمة

تتسم السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي وضع نهجها مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالحكمة والاعتدال، وترتكز على قواعد إستراتيجية ثابتة، تتمثل في الحرص على الالتزام بميثاق الأمم المتحدة، واحترامها المواثيق والقوانين الدولية، بالإضافة إلى إقامة علاقات مع جميع دول العالم على أساس الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، إلى جانب الجنوح إلى حل النزاعات الدولية بالحوار والطرق السلمية، والوقوف إلى جانب قضايا الحق والعدل، والإسهام الفاعل في دعم الاستقرار والسلم الدوليين.

وتعمل الإمارات على دعم وتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك، وتطوير علاقات التعاون الثنائي، لتمتين صلابة البيت الخليجي الواحد، من خلال الاتفاقيات الثنائية وفاعليات اللجان العليا المشتركة، والتواصل والتشاور المستمرين.

واضطلعت دولة الإمارات العربية المتحدة بدور نشط على الساحتين العربية والدولية، وعملت على مؤازرة شقيقاتها دول مجلس التعاون، لتحقيق التضامن العربي، ومواجهة التحديات التي تواجه الأمتين العربية والإسلامية.

كما كان لها أثر فاعل في جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وهيئة الأمم المتحدة ومجموعة دول عدم الانحياز والعديد من المنظمات والهيئات العربية والدولية.

مكانة متقدمة ومرموقة

تبوأت الإمارات، على الصعيدين الإقليمي والدولي، مكانة متقدمة ومرموقة في خارطة أكثر الدول تقدما وازدهارا واستقرارا في العالم، بينما أحرزت تقدما جديدا وبارزا في مؤشر الابتكار العالمي، محققة قفزة لتكون ضمن بلدان الفئة العليا الأكثر ابتكارًا في الترتيب العام للمؤشر.

وتركز «رؤية الإمارات 2021» على ترسيخ اقتصاد مستقر ومتنوع، يحقق الاستدامة في مستقبلٍ أقل اعتمادًا على الموارد النفطية، وأكثر اهتمامًا بتنويع مصادر الطاقة، والاعتماد بشكل أكبر على الطاقة المتجددة.

ووفقًا لعنصر الرؤية الأول «متحدون في المسؤولية»، تشكل الأسرة المتماسكة والمزدهرة نواة لمجتمع الإمارات.

وعززت الإمارات دورها كمركز إقليمي لتجارة إعادة التصدير خلال السنوات القليلة الماضية، وذلك بدعم من بيئة تنافسية مصنفة بكونها الأكثر جاذبية على المستوى الإقليمي، بينما تعد ضمن الأفضل عالميًا بحسب المرجعيات الدولية المتخصصة.

أما الموانئ البحرية في دولة الإمارات، فقد نجحت في تحقيق أفضل التصنيفات العالمية، من حيث أحجام مناولات البضائع، وحركات السفن اليومية، والسرعة في إنجاز الأعمال، وتسخير التقنية الحديثة في العمليات التشغيلية، وتحولت إلى شريان اقتصادي مهم، لدفع عجلة النمو الاقتصادي، ودعم سياسة تنويع مصادر الدخل.

أرقام وضعت الإمارات في مقدمة دول العالم

* الفضاء والطاقة

- إطلاق مسبار «الأمل»، وإعلان أول مشروع عربي لاستكشاف القمر.

- دخولها نادي الطاقة النووية مع إتمام عملية بداية تشغيل مفاعل المحطة الأولى لـ«براكة».

* التنافسية العالمية

- ضمن الدول العشر الأوائل على صعيد التنافسية العالمية.

- تصدرت للعام الرابع على التوالي بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

* كورونا

- قدمت الإمارات مساعدات إنسانية وطبية عاجلة إلى نحو 100 دولة.

* الاستعداد لمرحلة ما بعد كورونا

- في يوليو الماضي، اعتمدت الإمارات هيكلا جديدا للحكومة الاتحادية.

- إلغاء 50% من مراكز الخدمة الحكومية، وتحويلها لمنصات رقمية خلال عامين.

- دمج نحو 50% من الهيئات الاتحادية مع بعضها أو ضمن وزارات.

- استحداث مناصب وزراء دولة جدد.

- خلق مناصب رؤساء تنفيذيين في قطاعات تخصصية.