أوجد تقرير بحثي سعودي حديث، قام به 3 أطباء من مستشفى رعاية الرياض، ارتباطا سببيا بين بكتيريا غير ضارة ومتلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة، في طفل تم تشخيصه وعلاجه من المتلازمة الجديدة، متلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة، والتي تكون عادة لدى الأطفال الذين تعرضوا لفيروس كوفيد - 19 أو خالطوا شخصا مصابا بها.

متلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة لدى الأطفال «Multisystem Inflammatory Syndrome in Children» واختصاراً «MIS-C» تؤثر على عدة أجهزة من الجسد «عادةً أكثر من 3»، إذ تعد المتلازمة حالة خطيرة تلتهب فيها بعض أجزاء الجسم مثل: الجلد، العينين، القلب، الأوعية الدموية، الكلى، الجهاز الهضمي، أو المخ. ويشمل الالتهاب عادةً تورم مصحوب بالاحمرار، والألم لسطح الجلد، وأوضح طبيب الأطفال سليمان الوقيع أحمد، أن العديد من الأطفال المصابين بحالة MIS-C، وليس جميعهم، تكون نتائجهم سلبية لاختبار «PCR» للفيروس المسبب لكوفيد - 19، ومع ذلك، تشير الأدلة العلمية التي نشرت في مجلة طب الأطفال السريري، ذات الوصول المفتوح ببلجيكا، إلى أن العديد من أوائل مجموعات الأطفال، الذين تم تشخيصهم بهذه المتلازمة وجدت ارتباطا مباشرا بالتعرض لفيروس كوفيد - 19، إلا أن التعرض لبكتيريا الاستاف هومينيس كان مصاحباً - بصورة غير اعتيادية - لمرض الكاواساكي، وهو مرض يصيب الأوردة الدموية متوسطة الحجم، لدى الأطفال دون الخمس سنوات عادةً، وتأخير علاجه ينتج عنه تلف بالشرايين التاجية للقلب.

حالة الدراسة

طفل يبلغ من العمر 10 سنوات، وصل إلى غرفة الطوارئ مع ارتفاع درجة الحرارة، واحمرار الجسم المعمم، والطفح الجلدي البقعي الحمامي، وكان يعاني أيضًا من السعال، الإسهال، وضعف في الشهية خلال اليومين الماضيين. لا يُظهر التاريخ الطبي للمريض أي دليل على التعرض المحتمل لفيروس سارس - كوفيد- 2 المسبب لمرض كوفيد - 19، ومع ذلك، فإن حقيقة أن والدته تعمل ممرضة طبية في عيادة أثناء الجائحة، تبقي على احتمال الإصابة بالفيروس. لم يعان والدا الصبي من أي أعراض خلال الفترة السابقة.

موقع التميز

أبان طبيب الأطفال أن تميز الحالة عن باقي الحالات المسجلة عالمياً المتلازمة، هو كون نتائج فحص فايروس كوفيد - 19 والأجسام المضادة سلبية «PCR وAntibody I-g G» مع وجود بكتيريا ستاف هومينسفي غير الضارة في عينة زراعة دم الطفل بالمختبر، كمسبب رئيسي محتمل للمتلازمة، رفقةً بالتشخيص الثانوي، وهو مرض كاواساكي غير النمطي. وتوجد هذه البكتيريا عادة في سطح الجلد، وتعتبر بكتيريا غير ضارة، وهي بكتيريا نابتة، وقد تؤدي في حالات معينة إلى تعفن بالدم، ينتج عنه حالة تسمى متلازمة الصدمة السامة.

وبالمراجعة العلمية لم يتم ربطها أبداً بمتلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة لدى الأطفال «MIS-C» ولم توجد تقارير علمية تربط المتلازمة بالبكتيريا. ومما يُذكر، أنه بعد خروج الطفل من المستشفى بـ4 أسابيع تم عمل تحليل للأجسام المضادة لكوفيد19 وهو تحليل جازم بتعرض الطفل لكورونا بكافة الأشكال، والذي أثبت في كل الحالات عدم إصابته بالفيروس، كعامل مهيج لمتلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة عند الأطفال، وقوَّى ذلك احتمالية أن تكون البكتيريا غير الضارة سبباً في الإصابة بالمتلازمة، مع بقاء الاحتمال الآخر بأن الطفل أُصيب بمتلازمة كاواساكي، وهذا ضعيف جداً لعدم تطابق الأعراض والتحاليل المخبرية، مع الصورة النمطية لمرض الكاوساكي، وهو مرض يسبب التهاب الأوعية متوسطة الحجم، وعادة يكون سببها مجهولا، ولكن في بعض الحالات يكون سببها فيروس كورونا أو البكتيريا، وبينه وبين بكتيريا ستاف هومينس ارتباط. وأضاف سليمان أن هذه الحالة لم تسجل من قبل.

الاستنتاج

أسباب الإصابة بمتلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة عند الأطفال، أو المتلازمة الشبيهة بمرض كاواساكي غير واضحة، وعلى الأرجح تَسَبُّبُ عاملٍ معدٍ في تفاعل التهابي، ويؤدي إلى تفاعل مناعي غير مناسب، ومن بين العوامل سموم المكورات العنقودية وفيروس كورونا.

و تعد متلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة عند الأطفال، ومتلازمة الصدمة السامة من الحالات التي تهدد الحياة، وتأخير إعطاء مصل الجلوبولين المناعي الوردي «IVIG»، يكون قاتلاً في كلتيهما، ويمكن أن يؤدي إلى المضاعفات، التي تدوم مدى الحياة لمتلازمة كاواساكي.