بين الحقيقة والأسطورة التي يتداولها المجتمع، عن حوادث الجن، والأضرار البالغة التي تسببه في حياة البشر، يبقى وجود الجن بصور وأشكال مختلفة حقيقة ليس عليها جدال، نزلت فيهم سورة كاملة سميت باسمهم سورة الجن، يجب الإيمان بهم وأنهم خلق غيبي.

انقلاب وتنويم

يروي عدد من الذين تعرضوا لبعض الحوادث، بسبب تدخل الجن أثناء قيادتهم للسيارة، قصص مرورهم بتجارب خطرة، نتج عنها الوفاة، والبعض الآخر كادت أن تودي بحياتهم.

يؤكد «ع.م» أنه أثناء توجهه من شرورة إلى نجران شاهد كائنًا بهيئة مرعبة جدًا كان بعد منتصف الليل، حيث يسير بسرعة متوسطة مما أدى إلى انقلابه وتنويمه في المستشفى عدة أيام، وأضاف «م.ز» الذي يعمل في أحد القطاعات العسكرية أنه كان برفقة زملائه، وتلبس به جان بسبب رميه مخلفات الذبائح بطريقة عشوائية، ويضيف «ص.ف» الذي تعرض لحادث مروري وفقد أحد أفراد عائلته أنه كان يسير بسرعة عالية وشاهد امرأة بجانب الطريق ثم تفاجأ بوجودها على المقعد الأيمن مما أدى إلى ارتباكه وانقلاب السيارة عدة مرات.

اختفاء سيارة

يقول الراقي الشرعي بمحافظة شرورة، الشيخ محمد فهيد السبيعي، إنه باشر القراءة على الكثير من حالات تلبس الجن بالإنس في الحوادث المرورية، ويتذكر أنه باشر القراءة على أحد مصابي الحوادث على طريق نجران شرورة في المستشفى، حيث نطق الجان واعترف بتلبسه في موقع الحادث، وذكر السبيعي أن الحوادث المرورية تتكرر في منطقة محددة على نفس الطريق، وروى قصة تسببت في حادث مروري أثناء أذان المغرب في رمضان، إذ انقلبت سيارة برجل كان بصحبة زوجته، وأصيب الزوج وتوفيت الزوجة في نفس المكان الذي عرف بحالات ظهور كائنات غير معروفة تعبر الطريق أو تقف على جنباته.

وعن تشكل الجان للمسافرين، أوضح الراقي الشرعي، أنه كانت هناك سيارة جمس متعطلة تحمل لوحات خليجية، تكررت بشأنها البلاغات لأمن الطرق، وعند توجه الدوريات إلى الموقع لا يجدون لها أثرًا، حتى إن أحد المسافرين شاهد السياراة وبداخلها شخصان من ذوي البشرة السوداء، وعند سؤاله لهما عن سبب وجودهما أجاباه بأنهما تعطلا، وطلبا منه قليلا من الماء ثم اختفى أثرهما.

حرق المنازل

قال السبيعي إن المنازل الخالية لمدة طويلة يسكنها الجان، وأكثر من يأتون إليَّ في المقرأة من المتلبسين ممن سكنوا منازل خالية، ويذكر قصه لأحد الأشخاص لجأ إليه في المقرأة يشكي من سماع أصوات فوق سطح المنزل، وعلى الشبابيك فنصحه بالخروج من المنزل أو الاستسلام لمواجهة الجان، كما تحدث الراقي عن منزل آخر في أحد الأحياء سكنه الكثير من العوائل والعزاب وخروجوا منه بسبب مضايقات الجان.

ويروي السبيعي قصة حرق الجان لمنزل أحد العسكريين، فعند إطفاء غرفة تشتغل غرفة أخرى، واستمرت ملاحقة الجان له ولزوجته، مما اضطرهما إلى مغادرة المنزل والسكن في شقة مفروشة أحرقت أيضًا، وكذلك سيارته، ولم تهدأ الأمور حتى غادرا شرورة.

أشكال مختلفة

يملك الجن قدرة على التشكل بأشكال مختلفة، من الإنسان والحيوان؛ فقد يتشكل الجان في صورة حيوان، خاصة الكلب أو القط الأسود، وجاء في الحديث: «إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَإِنَّهُ يَسْتُرُهُ إِذَا كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ فَإِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ فَإِنَّهُ يَقْطَعُ صَلاَتَهُ الْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ وَالْكَلْبُ الأَسْوَدُ» (رواه مسلم، كتاب الصلاة، الحديث الرقم 789)، قيل السبب في ذلك لأنه شيطان، وعلل ابن تيمية السواد هنا بقوله: «السواد أجمع للقوى الشيطانية من غيره وفيه قوة حرارة»، وكذلك يظهر الجان أحيانًا في شكل الحيّات.

وقد يتمثل الجن في صور حيوانات ذات شعر كثيف، وذلك هو تصور الشعوب السامية لها؛ لذلك قيل لها «سعريم»، أي ذات الشعر، في العبرانية، وهي تختار الأماكن الموحشة المقفرة في الظلام، مثل رهبان الليل، وتذهب مع الحيوانات، التي تنفر من الإنسان، مثل النعامة.

مساكن موحشة

يجمع الكثير من الباحثين، على أن الجن تسكن الخرائب ومواضع النجاسات، كالحمامات والحشوش والمزابل، وجاءت الأحاديث النبوية في النهي عن الصلاة في هذه الأماكن، لأنها مأوى للجن والشياطين، كما سكنت الجن المواضع الموحشة المظلمة، والفجوات العميقة فيها وباطن الأرض، وقال البعض إنها سكنت المقابر، والمقابر هي من المواضع الرئيسية المأهولة بالجن، ولذلك يخشى كثير من الناس ارتيادها ليلًا، بحجة أن المقابرهي مواطن الموتى، وأرواح الموتى تطوف على القبور، والموت نفسه شيء مخيف، والجن أنفسها أرواح مخيفة، مؤكدين أن المقابرلا يوجد موضع أنسب من مكانها لسكنى الجن.

الجِنّ

- اسم جمع لكلمة «الجَانّ»، ومفردها «جِنِّيّ»، أو «جِنِّيَّة».

أسماء الجن في الثقافات الشعبية العربية

- أم الصبيان.

- أم الدويس.

- السعالي، مفردها سعلوة أو سعلاة.

- الغيلان.

أصناف الجن

- لهم أجنحة.

- يتلبسون الحيات والكلاب.

- يتميزون بسرعة التنقل بحكم أن جسدهم متكون من طاقة.

الجن في العلم الحديث

- أقيمت أبحاث وتحقيقات حول ما يُعرف بالبيوت المسكونة، ولم تتوصل إلى نتائج إيجابية.

- وجود فراغات في الجدران تصدر بعض الأصوات يرجعها البعض إلى الجان.

- يُعزى كثيرٌ من حالات رؤية أو سماع الأجسام والكائنات الغريبة إلى هلوسات ذات صلة بالجاثوم أو بالباركينسون أو بتعاطي بعض المواد المخدرة.

- بعض الباحثين في علم النفس يرجعها إلى حالات نفسية مثل الشيزوفرينيا.

- يُعزى لعدد غير قليل من المواد الكيمياوية المحدثة للهلوسات دور إيهام العامة في بعض البلاد بوجود جن مسلط.