هل تعرفون لماذا صاروا يشترون الوسوم «الهاشتاقات» ويملؤونها بأقذر ما يجدون وأخبث ما يستطيعون وأتفه ما يسمعون ويشاهدون؟؟ لأنهم يعلمون نسبة استخدام السعوديين والسعوديات لبرامج التواصل، وسهولة وصولهم عن طريقها للأطفال والنساء والكبار والصغار؛ ويعرفون من أين تؤكل الكتف. فعندما يفتح أي إنسان في العالم الموقع الجغرافي للوسوم مثلاً، ويذهب إلى السعودية سيجد هذا الغثاء والتفاهة والقذارة، وستترسخ فكرة دونية عن السعودية وأهلها، أنهم: تافهون، فارغون، يلهثون خلف المال والشهرة والشهوة!

وبالتالي يتحدث العالم عنا بهذه الصورة والإطار الذي يريده لنا، الذين يتبعون الشهوات فنميل ميلاً عظيما، حتى نكاد نصدقها على أنفسنا وأن الشر أقوى وأعم. لا..وكلا..وألف كلا.. لا تصدقوهم؛ فلا يزال الخير ينبض فينا، في شبابنا وبناتنا إلى قيام الساعة. لدينا شباب صالحون وطلبة علم ودعاة إصلاح يعملون أكثر مما يتحدثون. لدينا أطباء أكفاء يتنافس العالم على استقطابهم، لدينا مهندسون مهرة وحفظة لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بأعداد هائلة لا تحصى.

لدينا مخترعون وتجار يافعون وصغار وكبار وصلوا لمراتب عالية وعُليا في الدين والطب والفلك والهندسة والرياضيات وسائر العلوم. لا تصدقوهم ولا تأخذوا عناوين الوسوم حقيقة ثابتة؛ إنها حرب إعلامية ضروس، تشارك فيها دول وليس أفرادا، يريدون هدم الإسلام عروة عروة.

فلا تمرروا أفكارهم عبر حساباتكم وتشاركوا بالوسوم الموجهة، حتى ولو من قبل المدافعة.. الوسوم حرب فكرية وأخلاقية تطبخ على نار هادئة. كما أن لدي همسة، لمن يقول للمصلح والداعية وطالب العلم وحافظ كتاب الله اربأ بنفسك عن وسائل التواصل فإنه أنقى لقلبك وأتقى لربك؛ هو كذلك في بداية الطلب حتى يكون قاعدة علمية رصينة، فإذا عرفت أنه يستطيع النزال في معركة الحرف والصورة فاستودع الله دينه وقلبه وعمله ودعه يقاتل!

هذا جهاده.. وإلا استشرى الفساد وانتشرت التفاهة بسببكم من باب الورع؛ وكلكم تعرفون أن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة. أنادي كل من لديه حصانة شرعية وفكرية أرجوك! لا تدع الحبل على الغارب وتصيح هلك الناس!

لا تلزم محرابك ومصحفك وكتابك فقط، ثم تحرم عامة الناس هذا النعيم، دعهم يذوقون ما ذقت.. دعهم يبصرون النور الذي أبصرت والخير الذي وجدت، بدل أن تلعن الظلام، أشعل شمعة.