في يوم الوطن المنصرم، كتبت في هذه الصحيفة مقالاً بعنوان «رفقاً بالوطن”، علّق أحد المتابعين الكرام بـقوله: «متى نقرأ لكم رفقاً بالمواطن”. حقيقة، لفتني هذا التعليق الموقر رغم أنني لا أعلم ما إذا كان صاحب التعليق مواطنا صالحا محبا لوطنه أم هو «مواطن” بالهوية دون الهوى! هذا إذا استبعدنا مسألة «الحشرات الإلكترونية” من خارج الوطن.

وفي موضوع «رفقاً بالمواطن” لا نجد شيئاً أبلغ من مقولات القيادة عن المواطن الذي هو أول اهتمامات الملك وولي عهده في الكثير من خطاباتهم والتي يشهد لها قرارات عديدة تصب في مصلحة المواطن.

وإذا كان المواطن هو المحرك الرئيس للتنمية وأداتها الفعالة فإنه، دون شك، سيكون على رأس أولويات هرم الدولة، وهل هناك أبلغ من جائحة كورونا التي جعلت القيادة من المواطن اهتمامها الأول وسخّرت إمكانياتها بل وضحّت باقتصادها من أجل صحته بل وصحة كل المقيمين على أراضيها، سواء كان مقيما نظاميا أو غير نظامي، دون أي مساءلة قانونية في سابقة تعد هي الأولى على مستوى دول العالم.

صحيح أن هناك قصورا ومخالفات على مستوى التنفيذ في بعض القطاعات العامة وهذا أمر وارد في أفعال البشر التي يعتريها الخطأ عن قصد أو غير قصد، إلا أن المتضرر، مواطنا كان أو مقيما، يتعين عليه التبليغ من خلال القنوات والتطبيقات ورسائل الاستطلاعات عن تجربة المستفيد ومدى رضاه التي وفرتها المؤسسات الحكومية لرصد المخالفات والشكاوى والتظلم وتقييم أداء العمل.

الغريب أنك تجد من لا يعرف منصات التبليغ والشكاوى المذكورة آنفا، رغم أنه ضليع بوسائل التقنية، وإن عرفها فهو لا يريد أن يكلف نفسه عناء استخدامها بحجة أنه لا جدوى فيها رغم أنه لم يتعامل معها فأنى له الحكم حينئذ!

وبالعودة لمقولة «متى نقرأ لكم رفقاً بالمواطن” فقد لا أحتاج للتحدث عن مقالاتي ومقالات الزملاء الكتاب التي تتحدث عن معاناة المواطن وتلمس احتياجاته وتطالبه بالتكرم بكتابة ما لديه من ملاحظات من خلال حساباتنا الاجتماعية قبل كتابة موضوع ما أو قبيل لقاء مسؤول أو أي مناسبة إعلامية.

للأسف، نجد تفكير البعض؛ إما أن تكون شاتماً لكيان الوطن ومكوناته، جاحدًا لإنجازاته وإلا فأنت مطبل!

هؤلاء لا يفرقون بين امتداح الوطن والاعتزاز به وبقيادته، وبين نقد أداء المؤسسات الحكومية لتقويمها في سبيل بناء الوطن.

الكاتب الشريف، مواطن محب مخلص، يثني على وطنه ويعتز به وبإنجازاته، بينما هو في جوانب أخرى ناقد للأداء الحكومي ولسنا بحاجة للاستشهاد بتلك المقالات، الشخصية، الناقدة للقطاع العام فضلاً عن مواجهة المسؤولين من أصحاب المعالي والسعادة، في اللقاءات الخاصة، ومحاصرتهم بجوانب القصور في أداء مؤسساتهم والتي ينصتون إلى ملاحظاتنا ويسجلون نقاطنا الناقدة ويتقبلونها بصدر رحِب، لأن المسؤول والكاتب الناقد يلتقيان جميعاً على حب وطن واحد.