أكد أستاذ علم الاجتماع ورئيس قسم الخدمة الاجتماعية بجامعة أم القرى الدكتور عبدالغني الحربي على أن القطاع الثالث له دور تنموي مهم لبناء مجتمع حيوي في ظل رؤية 2030.

كما أن القطاع الثالث والذي يشمل الجمعيات الخيرية والأهلية، وكذلك الإغاثية ومراكز البحث والدراسات ولجان التنمية الاجتماعية ومراكز الأحياء وبقية المنظمات غير الربحية وغيرها تُعد شريكا أساسيًا في جميع عمليات التنمية ومكملاً لخدمات القطاع العام (الأول)، والقطاع الخاص (الثاني)، كما نوه الدكتور عبدالغني عن تأصل العمل التطوعي في المجتمع السعودي وإن كان قديما يتشكل في نظام «الفزعة» إلا أن العمل التطوعي موجودًا بشكل كبير ومازال، بحيث تطورت الأساليب والطرق التي تنظم هذه الأعمال عبر جمعيات متنوعة ومتخصصة.

جاء ذلك في لقاء افتراضي بعنوان «الدور التنموي للقطاع الثالث» والذي أعدته لجنة التنمية الاجتماعية بشرق محافظة خليص مساء أمس الأربعاء الموافق 17ربيع ثاني.

تحدي

كما أشار الدكتور الحربي أن التمويل والاستدامة تمثل تحديًا كبيرًا للجمعيات الخيرية، لذلك التوسع في موضوع الأوقاف يعد أحد الأساليب الناجحة التي تضمن استمرارية هذه الجمعيات ونموها، كما وجه أيضًا حديثه لرجال الأعمال بأن يسهموا دعم هذه الجمعيات التي ستحقق التكافل الاجتماعي وتوفر فرص عمل للشباب كما أن دعم الأسر المنتجة يحفظ كرامة الأسر ويساعدهم على استمرار مشروعهم واستقلاله، مشيدًا بجمعيات البر الخيرية بمحافظة خليص من حيث توسعها في الأوقاف لتعد رافدًا مستمرًا يحافظ على ديمومتها.

وأكد الحربي أن على الجمعيات الخيرية والجهات الأخرى الباحثة عن متطوعين أن تبادر وتصل إلى الجمهور وتشرح لهم برامجهم وتحثهم على الانخراط والمشاركة ولا تنتظر المتطوعين يطرقوا أبوابهم أو تكتفي بدعوة عامة عبر موقعهم الإلكتروني أو وسائل التواصل المختلفة.

دور الشركات

أبان الحربي أن دور الشركات والبنوك ورجال الأعمال من دعم مراكز الأبحاث والدراسات التي تسهم في دراسة العديد من القضايا المهمة مثل التصحر، الطلاق، البطالة وغيرها، أجاب بأن جامعة أم القرى لديها تجربة ناجحة في دعم الكراسي البحثية من قبل رجال الأعمال وهي تسهم بفعالية في دراسة هذه القضايا وغيرها إلا أننا مازلنا بحاجة إلى التوسع أكثر في مراكز الدراسات والأبحاث وتنوعها حتى تساعد أصحاب الشأن في إيجاد حلول ناجحة لبعض القضايا.

والجمعيات الخيرية وغيرها في هذا القطاع يحتاج بعضها لتأهيل الإدارة العليا وتدريبها حتى تكون فعالة وتستطيع قيادة مؤسساتها وبناء استراتيجياتها ومتابعتها لتحقيق النمو والنجاح المنشود.