أعلن مدير فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في الأحساء علي الغوينم، مساء أمس استئناف الأنشطة «حضوريا» داخل المقر الجمعية، بعد توقف دام قرابة الـ 9 أشهر، موضحًا لـ«الوطن» أن اللجان العاملة في الجمعية، أقرت تنفيذ آلية جديدة لذلك، تتمثل في الحجز المسبق «إلكترونيا» للفعاليات المختلفة، وذلك من خلال إطلاق رابط إلكتروني في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي التابعة للجمعية قبل الفعالية لتسجيل وحصر الراغبين في الحضور وفقًا للأعداد المحددة لكل فعالية، والعمل على مراعاة أعداد المسجلين في الرابط في تكرار الفعالية لعدة مرات في نفس اليوم أو في أيام متتالية لاستيعاب أكبر قدر ممكن من المسجلين لحضور الفعالية ذاتها، بجانب الحرص على التباعد بين جميع الحضور، والالتزام بارتداء الكمامات، وتوفير المعقمات، وتعقيم الموقع قبل وبعد تنفيذ الفعالية.

خارج أسوار الجمعية

أكد الغوينم، لـ«الوطن» أن لدى أقسام الجمعية المختلفة، برامج «حضورية» عديدة في الأيام القليلة المقبلة، تتمثل في حراك مسرحي، وتشكيلي، وسينمائي، وموسيقي، وتراث وفنون شعبية، وثقافي متنوع، لافتًا إلى أن البرامج المنفذة داخل الجمعية محدودة بأعداد، وفيما يخض البرامج التي يتوقع حضور أعداد كبيرة، يتم تقديمها في فضاءات أكبر وأوسع خارج أسوار الجمعية وذلك بالتعاون مع شركاء الجمعية في المؤسسات الأخرى كأمانة الأحساء، وبعض المدن السياحية، ومعاهد التدريب، مشددًا على حرص الجمعية تقديم رسالتها الثقافية والفنية، واحتواء الشباب الفتيات، والاستفادة من مكونات الأحساء الغنية بالتراث والثقافة والحضارة.

ريف الأحساء

وفي السياق ذاته، شهدت فعالية الاستئناف، عرض فيلم قصير بعنوان: «سعف»، من إنتاج شيماء الهاشم، وإخراج وجدان المرزوق «الطالبتان المتدربتان من قسم الاتصال والإعلام في كلية الآداب بجامعة الملك فيصل بالأحساء»، وذلك بواقع 3 عروض لاستيعاب الحضور، وتلته جلسة نقاشية «نقدية» بمشاركة مهتمين ومتخصصين في السينما داخل نادي السينما في مقر الجمعية.

سلط الفيلم «مدته 7 دقائق، وثائقي» الضوء، على أسرة سعودية، مكونة من 10 أفراد «ذكورًا، وإناثًا»، تعيش داخل مزرعة بمدينة العمران في ريف الأحساء، تزاول حرفة صناعة «الخوصيات» (تحويل سعف النخيل إلى منتجات يدوية متعددة)، وتمسك أفراد هذه العائلة كبارًا وصغارًا بهذه الحرفة، حتى أنهم باتوا يطلقون على السعف بـ«الذهب» لشدة تمسكهم بهذه الحرفة، وأنها مصدر رزقهم الرئيسي.

الترجمة إلى لغتين

أبانت الهاشم والمرزوق لـ«الوطن» أن الفيلم، رغم قصره، إلا أن الإعداد والترتيب والتصوير والمونتاج، استغرق قرابة شهر، وبمساعدة طاقم سينمائي لذلك، واستهدف هذه الأسرة تحديدًا لشغفها الكبير بهذه الحرفة والحفاظ عليها من الاندثار، بجانب الجودة والتنوع في المنتجات الخوصية بأشكال وألوان متعددة، كما حرصتا على ترجمة الفيلم كتابيًا إلى اللغتين العربية الفصحى والإنجليزية.

التكافل الأسري

أشاد رئيس المقهى الثقافي في الجمعية، (المحكم في مهرجانات سينمائية محلية وخارجية) الدكتور محمد البشير، بالفيلم، الذي هو نتاج طالبتين في المرحلة الجامعية، وهو فيلم متكامل من نواحي الإنتاج والالتقاط والإخراج، وتحرير المنتج في دقائق معدودة، استطاعتا من خلالها إيصال الفكرة ورسالة وثائقية جميلة لواحدة من فائض عناصر النخلة، وتحويله إلى صناعات عديدة من المنتجات التي يمكن الاستفادة منها، وإرسال عدة رسائل هادفة، من بينها: ارتفاع مستوى التكافل الأسري، العمل في الخوصيات عملية تكاملية من خلال تقسيم الأعمال بين الرجال والنساء وبين الكبار والصغار في صورة جميلة، وأن هذه الصورة الأحسائية الجميلة تمثل الوطن كاملاً في الحفاظ على الحرف والموروث المحلي. أضاف أن الأم في الفيلم، استطاعت أتتقن باحترافية لغة «الأم» الأحسائية القديمة، كما أتقن جميع أفراد الأسرة أدوارهم في الفيلم بطريقة عفوية وتلقائية.

ودعا مشاركون في الجلسة النقاشية، الطالبتين الهاشم والمرزوق إلى تنفيذ سلسلة من الأفلام القصيرة، التي تتحدث عن المهن والحرف والصناعات اليدوية في الأحساء والتي من أبرزها صناعة البشوت وغيرها، حتى تكون بمثابة العناصر التسويقية للأحساء في داخل المملكة وخارجها.