يتبادر إلى ذهنك عزيزي القارئ سؤال: من مسيلمة الكذّاب وكيف عاد للمشهد؟ ولا يخفى عليك أن التشبيه هنا في كلمة "مسيلمة" تشبيه مجازي، وكلمة "الكذاب" للأسف حقيقة، وقبل أن تعرف من مسيلمة الذي أقصده سوف أذكر لك ما قاله.

يقول مسيلمة الكذاب: إن الرئيس جورج بوش أراد أن يصلح بين السعودية والعراق، ونصحته بألا يفعل ذلك لأنه لا جدوى في ذلك، ولكن الرئيس الأمريكي أصر، وبعد فترة سألته هل فعل ذلك، فقال: إن ملك السعودية لم يعطه مجالا للتحدث في هذا الموضوع، وسألني عن السبب، فقلت له: إن هذا الأمر يعود إلى تاريخنا الإسلامي عندما افترق المسلمون بين مؤيد لخلافة أبي بكر ومعارض يريد الخلافة لعلي (رضي الله عنهما جميعا) وما زال ملك السعوديّة يعيش هذا الخلاف.

كان هذا حديث نوري المالكي في قناة "آفاق"، والذي جعلني أقول عنه "كذاب" هو أن المملكة العربية السعودية بقائدها وشعبها لا تهتم للفرقة الطائفية، وليس في المملكة فرقة طائفية طيلة السنوات الماضية إلى هذه اللحظة، مع أن هناك محاولات كثيرة لإحداثها، ناهيك عن المغالطات التاريخية التي ذكرها.

وكل ذلك الكذب من أجل أن يدافع عن إيران محاولا تحسين صورتها التي وقعت أمام أعين الشعب العراقي، ومن أجل أن يحسن صورتها لا بد أن يتبع المثل العربي "فرق تسد"، فهو يحاول بذلك أن يحدث انقساما طائفيا، وشرخا في العلاقات بين السعودية والعراق لا لمصلحته، بل لمصلحة أسياده في إيران.