مع التقدم التقني تواجه كثير من الشركات والمؤسسات خصوصًا المالية منها عدد من المخاطر النوعية والحديثة، تتنوع هذه المخاطر التقنية بين عمليات الاحتيال الرقمية أو الأخطاء البرمجية أو الاختراقات أو تعطل الأنظمة نتيجة الضغط على السيرفرات أو حتى انقطاع الاتصال بمزود خدمة الإنترنت، وتشير التقارير إلى أن إجمالي خسائر البنوك نتيجة مخاطر العمليات تقدر بقرابة 210 مليار دولار منذ عام 2011.

تعتمد المؤسسات المالية في مراقبة وإدارة مخاطر العمليات على الطاقة البشرية كعنصر أساس في عمليات تتبع واكتشاف المخاطر، وأحد مهام مديري مخاطر العمليات متابعة ما يطرح في وسائل الإعلام للتعرف على أي أحداث قد تؤثر على أداء الشركة. صعوبة هذه المهمة تكمن في كثرة مصادر المعلومات التي يلزم المؤسسة متابعتها. وذلك لأن أي إخفاق في الإطلاع على أي خبر يمس سمعة الشركة قد يتسبب في خسائر كبيرة كانخفاض أسعار أسهم الشركة مثلاً.

إدارة مخاطر العمليات لا يقتصر على مراقبة الوضع الحالي للمؤسسة، ولكنه يشمل التنبؤ بما قد يطرأ في المستقبل. هذا التنبؤ يلزم أن يكون مبني على أسس وبيانات وليس مجرد فرضيات أو احتمالات. فمثلاً حين صدور التقارير المالية الدورية للشركات فإنها حتمًا ستؤثر على أداء الشركة إيجابيًا أو سلبيًا في الأشهر التي تلي الإفصاح.

أهمية إدارة مخاطر العمليات وصعوبتها دعت الباحثين إلى ابتكار تقنيات تسهل عمل المسؤولين عن هذا العمل في المؤسسات والشركات. ومن هذه المحاولات ما طرحة الدكتور فان زهو (Fan Zhou) من جامعة علوم الإلكترونيات والتكنلوجيا بالصين (University of Electronic Science and Technology of China). حيث تمكن مع مجموعة من الباحثين من ابتكار نظام ذكاء اصطناعي يمكنه مراقبة ما يطرح في وسائل الإعلام حول شركة ما، ومن ثم يقوم بالتنبؤ بالمخاطر المحتملة التي قد تواجه هذه الشركة. حيث يمكن لهذا النظام التنبؤ بوجود عمليات احتيال داخلية أو خارجية كما يمكنه التنبؤ باحتمال تعطل الأنظمة التقنية، إضافة لذلك فيمكن لهذا النظام معرفة إذا تم انتهاك أحد قوانين الشركة أو إذا تم إساءة استخدام بيانات أحد عملاءها.

نظام الذكاء الاصطناعي الذي طوره الدكتور «فان زهو» يمكنه أيضاً عرض المعايير التي جعلت منه يتخذ قراراً باحتمال وجود خطر ما، وهذا ما يجعل مثل هذه النظام أكثر فائدة. حيث إن عمله بشفافية يساعد مديري إدارة المخاطر على اتخاذ القرارات الصحيحة التي تحد من وقوع المشاكل المحتملة.