أكد المستشار بالديوان الملكي الأمين العام المكلف لدارة الملك عبدالعزيز، الدكتور فهد بن عبدالله السماري، أن الدارة مؤسسة وطنية تعنى بتاريخ البلاد وتوثيقه بالشراكة مع الجامعات، أو أي مؤسسة حكومية أو خاصة تهتم بالجانب الثقافي والإرث التاريخي.

وأوضح السماري لـ«الوطن» على هامش ندوة «المملكة المستقبل في ضوء تطلعات واستراتيجيات الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود»، التي نظمها أمس كرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات التاريخ، بجامعة أم القرى تحت رعاية أمير مكة الأمير خالد الفيصل، أن المستقبل هو برامج لتقريب التاريخ للشباب والشابات بالمملكة العربية السعودية، وهذا البرنامج يعنى بمنتجات رقمية وإلكترونية في شتى أنواع الأعمال سواء برامج وثائقية أو ألعاب إلكترونية أو فيديوهات أو رسوم متحركة، أو أي نوع من الجرافيك الحديث لتقريب التاريخ، وهناك عدد من المبادرات سيتم الإعلان عنها قريبا، لتقديمها من قبل الدارة.

برنامج يعرب

أوضح السماري أن الدارة أنتجت برنامج يعرب، وهو مسلسل كرتوني في عدة حلقات حظى باستجابة قوية من الشباب بالمملكة وستتكرر هذه التجربة مرة أخرى من أجل تحقيق توجيهات خادم الحرمين وولي عهده، في تحويل التاريخ إلى منتج يستطيع الشباب أن يستوعبوه، وهذا هو التوجه الحالي للدارة.

وأشار الى أن الهدف الأساسي لهذا التوجه، هو العمل على تحويل المنتج التاريخي كمحتوى ومعرفة إلى فهم الشباب بالوسائل الحديثة في التواصل الاجتماعي وفي غيرها.

ندوة مستقبل المملكة

أقامت جامعة أم القرى ممثلة في كرسي الملك سلمان لدراسات تاريخ مكة، بالتنسيق مع دارة الملك عبدالعزيز ندوة مستقبل المملكة في ضوء تطلعات الملك سلمان، وأكد رئيس جامعة أم القرى الدكتور معدي آل مذهب، على حرص مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل علي رعاية الندوة ومتابعته الحثيثة لإنجاحها، مشيدا بما تحتضنه الجامعة من كراسي علمية، لا سيما كرسي الملك سلمان لدراسات تاريخ مكة الذي يعد في مقدمة الكراسي المتميزة على مستوى الجامعات السعودية، لما يحمله من شرف الاسم والريادة في توثيق منجزات قائد البلاد، وخدمة مكة بإنتاجه العلمي الذي بلغ 22 كتابا و52 بحثا علميا.

أهداف الندوة

بين الدكتور عبدالله الشريف أن الندوة تهدف إلى توثيق تاريخ الوطن، وتطوراته المطردة من عهد مؤسس البلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وصولًا إلى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز في ضوء تطلعاته واستراتيجياته، التي صاغها بحزم وقيادة حكيمة لبناء مستقبل أفضل للمملكة وشعبها، مضيفا أن الندوة تتلمس خبرته الكبيرة في المواءمة بين الثوابت والمتغيرات، والأخذ بأسباب التطور والتقدم وفق الرؤية الوطنية، التي باركها الملك ويدير دفتها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وتطرق عضو مجلس الشورى، أستاذ التاريخ بجامعة الملك سعود سابقًا، الدكتور أحمد الزيلعي، إلى انعكاس التكوين الثقافي للملك سلمان بن عبدالعزيز على مسيرة النهضة الوطنية منذ توليه مقاليد الحكم، حينما ألقى عنايته الكريمة بالنوادي الأدبية وتحويل بعضها إلى مراكز ثقافية، إضافة إلى استحداث هيئات مستقلة تتولى قيادة القطاع الثقافي السعودي، وذلك حقق تنوعًا ملحوظًا في مصادر الدخل والاستثمار الاقتصادي الأمثل في ميادين واعدة، من خلال تنشيط السياحة وتوفير فرص عمل لأبناء وبنات الوطن. فيما استقرأ أستاذ التاريخ الحديث والعلاقات الدولية بجامعة الملك عبدالعزيز، الدكتور عبدالرحمن العرابي، مستقبل المملكة وتطورها في جميع مناحي التنمية والبناء المشرق لحياة شعبها، من خلال تتبعه مؤشرات التقدم التي حققتها رؤية المملكة 2030 منذ انطلاقها في 2016، وفق طموحات قائدها ولي العهد، لتكون عصب القوة ومكمن الريادة بدءًا من محاورها وبرامجها المتنوعة، وما نتج عنها من منجزات ومشروعات رائدة تخطت بها معايير العالمية في فترة وجيزة.