فقدت منطقة عسير رمزا من أبنائها صبيحة يوم الخميس، الثامن من شهر جماد الثاني عام 1442 في محافظة جدة، بعد معاناة مع مرض لم يمهله طويلا. كان أبو وحيد فريد بن شكري بن يوسف عسيري، أخا وزميلا لنا أنا وبعض الزملاء في الثانوية العامة بأبها، وبعد نجاحه في الثانوية حصل على بعثة للولايات المتحدة، وحصل على البكالوريوس في التعدين وعين في وزارة البترول والمعادن.

وكان يسبق عصره في مقتبل حياته، كان المخترع المبدع في وقت لم تكن الإمكانيات المادية والتكنولوجية متوافرة، حضرت له ورشة مصغرة أقامها في طرف مزرعته بجوحان، كان بها قسم للسمكرة وقسم للبوية وقسم للتجنيد والنجارة وطاولة للتصميم. يحضر إلى الورشة سيارات متهالكة، ويعيد ترتيبها وتعديلها يطورها، ويدخل عليها وسائل التقنية من تليفزيون وتليفون، ويخرجها وكأنها طلعت من وكالة، وقد أهدى عددا منها للملك فهد وبعض الأمراء رحمهم الله.

وفي جدة أحضر ماكينة سيارة فولكس واجن، ليصنع عليها بودي متكاملا لطائرة صغيرة وكفرات وأجنحة لنراها طائرة صغيرة يهم أن يقلع بها، وأذكر أنها فقدت قطعة في ماكينة مولد الكهرباءالوحيد في أبها في التسعينات ولم يوجد لها بديل فاستطاع أن يؤلف قطعة إدارة المحرك أحسن مما كان.

وكان في مضخات سحب المياه من الآبار إذا تلفت مروحة التبريد يحول لها الماء للتبريد بدلا عن المروحة إذا تعذر وجود البديل، وكان يزاول هوايته في إصلاح الراديوهات والتليفونات وأدوات الكهربا الدقيقة وكان يتطلع في إخراج إشارات مرور في جدة في البدايات وله كثير من المناقب يفوتني سردها. ولا غرو فوالده المهندس شكري بن يوسف عسيري كان بارعا في الميكانيكا وفي الكهرباء وفي المولدات وفي التصوير والتحميض والفن التشكيلي في الستينات رحمهما الله .

وللعلم فكانت مجموعة عطا ووفاء ستزوره بمنزله في محافظة جده لتقديم درع الوفاء له، لكن مرضه حال دون ذلك.رحمه الله وأبقى وحيدا وأخوته.