انتقل إلى رحمة الله تعالى الأديب والصحفي السعودي، الدكتور عبدالله مناع، عن عمر يناهز 82 عاما، وهو من الأدباء الروّاد في المملكة، عمل طبيبا وعشق الكتابة والإعلام. ولد مناع عام 1939، في حارة البحر بمدينة جدة، وتلقى فيها تعليمه الأولي إلى الثانوية. وابتعث عام 1957 إلى مصر بكلية طب الأسنان بجامعة الإسكندرية، وتخرّج فيها عام 1962.

بعد تخرّجه تم تعيينه طبيبًا للأسنان بالمستشفى العام في جدة، ومن ثم ترك الطب وتفرّغ للأدب والإعلام، وشارك في الكتابة في العديد من الصحف والمجلات، وترأس تحرير جريدة «البلاد»، ومجلة «اقرأ». من مؤلفاته الأدبية: أول مجموعة من الخواطر والقصص القصيرة بعنوان «لمسات»، ومجموعة أقاصيص بعنوان «أنين الحياري»، وكتاب «العالم رحلة»، وكتاب «الطرف الآخر» عن جمعية الثقافة والفنون، وكتاب «شيء من الفكر»، وكتاب «إمبراطور النغم» من الهيئة العامة للكتاب بالقاهرة.

اقتباسات من مؤلفاته

وفقا لموقع «دار التنوير» التي نشرت بعض مؤلفات الراحل، كان الدكتور عبدالله منّاع قد نشر «أنين الحيارى» عام 1966، وكتب في صفحاته الأولى: «..ولد الانسان عاريا من كل شيء.. لا يعرف الحب ولا الألم.. ولا الطموح.. ثم تعلّم الحب والحقد.. الكراهية والصفاء... وانطلق يناضل ويكافح.. يبكي ويضحك، والأحلام تملأ رأسه وقلبه ونفسه.. وظلّ الحب عذابه اللذيذ.. جحيمه المستساغ.. جنّته المليئة بالأشواك.. محبّو الأمس من قياصرة وعباقرة.. فلاسفة وسلاطين.. مصلحين وعاريين كانوا معذّبين أحياناً.. سعداء أبداً.. يطحنهم الشك.. يسعدهم الأمل.. كانوا حيارى مثلنا اليوم.. ومحبو الغد سيكونون أشدّ حيرة.. وعذاباً.. وسعادة».

وفي العام 1969 نشر «ملف أحوال»، حيث يعود مرة أخرى إلى الغوص في أعماق النفس الإنسانية، فكتب «هذا الكتاب تأملات في الحياة وفي الإنسان. في صبوات الآخرين وفي حياتي.. لست منفصلاً عنها ولا بعيدا. جاءت فصوله استجابة لتيار غامض سيطر على مشاعري وأفكاري. أفراحي وأحزاني. همومي وآمالي.. عن معنى الحياة وحقيقة الإنسان الغائبة، وصعوباته وزمنه المحدود.. وطموحاته غير المحدودة..».