كل بلدان العالم يركزون على الاستثمار في الإنسان، فيولون فئة الشباب جل الاهتمام، فهم ركيزة التنمية وأساس بناء الدول العظمى قبل النامية، فلا يمكن تجاهل قدرات الشباب وتهميش دورهم، فهم لبنات البناء، ورموز الحضارات على مدى العصور وتعاقب الدول والدويلات، دونها التاريخ، ونطق بها التراث الأدبي في أشعار وقصص وروايات، تداولها الناس في شتى بقاع الأرض واحتفظوا بها في متاحف كثر وكل المكتبات.

ومن هذه الأرضية الصلبة، ومن هذا الوطن الحالم الذي احتضن الشباب وقدم لهم كل احتياجاتهم، وهيأ بيئة التعليم على أحدث طراز، فبنى المدارس وأسس الجامعات في كل شبر من أرض ممكلتنا الحبيبة، وجلب لها أكفاء من هيئة التدريس، يحملون أعلى الشهادات، وعلى قدر من المسؤولية والصبر والحلم، وكل صفات أهل العلم الرموز الأعلام.

ها أنتم أيها الشباب طلاب العلم قد أدركتم مكانتكم وقدركم، وعرفتم أدواركم ومسؤولياتكم تجاه بلدكم وأمتكم، وهذا بلا شك يستدعي أن تحددوا وجهتكم وتختاروا طريقكم الصحيح الموصل إلى بلوغ مهنة المستقبل التي تلائم وتناسب قدراتكم وتدعم اهتماماتكم وتكون ضمن أطر الميول والاتجاهات التي أودعها الله في كل واحد منكم.

أبنائي الطلاب خريجي الثانوية أنتم الآن في المنعطف الأخير من مضمار التعليم العام، وبداية سباق جديد جدير بالاهتمام، وهو ما بعد الثانوية، فحدد أيها الطالب مهنتك مهنة المستقبل، دون تردد، فالقرار قرارك أنت وحدك دون غيرك.