أطلق أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، صفة أو لقب (النبلاء) على محافظيّ محافظات المنطقة، وذلك في أحد الاجتماعات العملية معهم، ولم يكن ذلك من باب المجاملات والملاطفة، بقدر ما هي المعرفة اللصيقة والرؤية العميقة منه والدراية الكاملة للعلاقة الحقيقية بين الوصف والموصوف، كما هي عادته في تكريم كل من يعمل تحت قيادته والمعروف بأنه لا يرضى أن يكون ضمن فريقه أو جيشه التنموي إلا من يكون بمستوى طموحات سموه وعلى قدر عالِ من تقبل الأفكار النيرة والخطط المستنيرة ومن ثم ترجمتها على أرض الواقع.

ومن المعلوم لدى أي مجتمع بالضروة، أنه حيث يكون (النُبل) تكون الأصالة والنجابة، ولست هنا للبحث في العمق اللفظي أو المعنوي لمفردة (نبيل أو نبلاء) بقـدر ما هو تسجيل موقف مشهود على أرض الواقع تجاه هذه الصفة ومن يتصف بها من أبناء المجتمع.!

ولم أكن أنوي التطرق إلى هذا الشأن من قريب أو بعيد، ليس لأنه غير مهم، بل لأن التطرق له خاصة في وسيلة إعلامية يحتاج إلى أدوات معرفية ومهنية تقصر قدراتي عن الحوم حول حماها، فضلًا عن خوض غمارها.

ثم أنه لولا أن بعض المعطيات والمواقف تحتم علينا أحيانًا قول ما نتحرج في قوله على الدوام، لأسباب عدة أبرزها أن النبلاء لا يحتاجون شهادة الأفراد التي قد تتخللها المجاملات أو سوء الظن، فأعمالهم ومواقفهم هي الشواهد.

وفي هذ الصدد يسرني الحديث عن أحد هؤلاء النبلاء وهو محافظ بلقرن الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله آل حامد، وإن كان هناك أكثر من مناسبة أو سبب للتحدث عن أبي عبدالرحمن إلا أن ترقيته أخيرًا إلى المرتبة الرابعة عشرة، هي المحفز الرئيس لهذا الحديث وبعد عملي شبه اليومي أو الأسبوعي.

فأولاً/ نبارك له هذه الترقية ونسأل الله أن تكون عونًا له على أداء الأمانة والقيام بمهامه بما يرضى الله عز وجل ثم يرضي ولاة الأمر ويحقق طموحات الأمير الطموح تركي بن طلال.

وثانيا/ لم ينل آل حامد لقب النبل والأصالة من فراغ، فقد رأينا تكريم أمير المنطقة لمحافظة بلقرن في مجال السلم المجتمعي، كأول محافظة في المملكة تنال هذا الشرف في هذا المجال، ومن نافلة القول الإشارة إلى اهتمام الأمير تركي بن طلال بالسلم المجتمعي منذ عشرات السنين.

وثالثًا/ لم يكن المكتب يستهوي أبو عبدالرحمن كثيرًا، مثلما يستهويه الميدان ليدير ويشارك ويشرف على كل الأعمال التنموية والخدمية والأمنية في المحافظة، وبالقدر الذي تتيحه الصلاحيات والإمكانات، مستغلًا المجال الفسيح الذي منحه الأمير تركي بن طلال لمن هم تحت إمارته وفي ظل إدارته للرقي بالمنطة عمومًا، وقد خص محافظة بلقرن بمزيد اهتمام ورعاية لوقوفه المباشر على الاحتياجات الضرورية في بعض المجالات الخدمية والتطويرية.

أما رابعًا/ فقد مزج محافظ بلقرن بين الإدارة والتنظيم وبين الخلفية التي نبغ فيها (وظيفيًّا واجتماعيًّا) ونعزوا ذلك إلى خبرته في الجانب العملي والجانب الاجتماعي وهو من له ولأسرته الكريمة القدح المعلا في خدمة هذا الوطن الغالي من خلال موقعهم الاجتماعي قبل الوظيفي، مثلهم في ذلك مثل أبناء هذه البلاد المباركة من ساحل الكرامة الشرقي إلى السد المنيع الغربي، ومن العمق المهيب الشمالي إلى جبهة الصمود الجنوبي، وإلى نقطة الارتكاز بدرعية المجد في نجدِ عرين الأسود.