يعيش الآن الملايين من سكان «تيجراي»، الذين ما زالوا معزولين إلى حد كبير عن العالم، في خوف من الجنود الإرتيريين، ففي حين أحيا السلام الأخير بين «أديس أبابا» و»أسمرة» الروابط الثقافية والعائلية في «تيجراي»، أغلقت إريتريا المعابر الحدودية.

وقال وزير الدفاع الإثيوبي السابق، سيي أبراها، في تصريحات نشرتها إحدى وسائل الإعلام في «تيجراي»: «إذا رفضت إريتريا المغادرة، فعلى الأمم المتحدة أن توفر لنا الحماية قبل أن نهلك كشعب».

ولم ترد المتحدثة باسم رئيسة وزراء إثيوبيا، بيلين سيوم، على طلب، لمناقشة وجود القوات الإريترية بالإقليم.

ومع منع جميع الصحفيين من الوصول إلى «تيجراي» ومحدودية روابط الوصول الإنساني والاتصالات هناك، تعطي روايات الشهود أوضح صورة حتى الآن لوجود الإريتريين.

أول شهادة

تم الإبلاغ عن مشكلة الجيش الإرتيري لأول مرة في شمال غرب «تيجراي»، التي شهدت بعضا من أوائل المعارك.

وتنقل اللجنة الإثيوبية لحقوق الإنسان عن سكان بلدة «حميرة» الحدودية قولهم إن الإريتريين شاركوا في عمليات نهب واسعة النطاق، أدت إلى «إفراغ الطعام ومخازن الحبوب»، وهو ما أسهم في زيادة الجوع هناك.

فالرواية التي قدمتها «زينبو»، وهي عاملة رعاية صحية تبلغ من العمر 48 عاما، هي واحدة من أكثر الروايات التي ظهرت تفصيلا، وقد جاءت من وسط تيجراي، وهي منطقة لم يسمع عنها الكثير حتى الآن، حيث رأت الجنود الإريتريين لأول مرة في منتصف ديسمبر، في أثناء فرارها إلى «فرت» مع آخرين، وذكرت أنها تعثرت بالظلام في نحو 70 جثة، أدركت فيما بعد أنها تعرفهم، واصفة الموقف بقولها: «لا يمكنني التمييز بين أجساد البشر والحيوانات.. كانت رائحة الموت قوية».

الصور هي السبب

أوضحت «زينبو» أن الناس قُتلوا هناك بسبب أن معهم صورا لقادة تيجراي، لافتة إلى أن بعض الفظائع ارتكبت من قبل القوات الإثيوبية، ولكنها تعرفت على الإريتريين من خلال علامات على خدودهم ولغتهم التجرينية.

وقد حاول السكان البقاء على قيد الحياة بعدما تضاءلت الإمدادات الغذائية، وانقطع التيار الكهربائي عن طحن الحبوب، ونفدت الإمدادات الطبية حتى أصبح الناس يموتون جوعا.

وقالت «زينبو» إن الأمر كان أسوأ مما كان عليه في الثمانينيات عندما اجتاحت المجاعة والصراع «تيجراي».

تحقيق موثق

ذكرت لاتيتيا بدر، الباحثة في «هيومن رايتس ووتش»: «إننا نحقق في تقارير موثوقة عن مجموعة كاملة من الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الإريترية في وسط تيجراي، بما في ذلك عمليات إعدام خارج نطاق القضاء للمدنيين، ونهب واسع النطاق، وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة، بما في ذلك المستشفيات». وحثت «لاتيتيا» على «تدقيق دولي فوري» وتحقيق بقيادة الأمم المتحدة.

وقد وردت روايات أخرى من نحو 60 ألف لاجئ فروا إلى السودان.

الإريتريون

- قاتلوا إلى جانب القوات الإثيوبية

- متهمون الآن باستهداف آلاف اللاجئين المستضعفين من «تيجراي»

- يرفضون العودة إلى ديارهم

- إريتريا لا تزال عدوا لقادة «تيجراي»

- تنفي الحكومة الإثيوبية وجود الإريتريين في «تيجراي»

- أكد وجودهم قائد عسكري إثيوبي الشهر الماضي

- وصفت الولايات المتحدة تورط إريتريا بأنه «تطور خطير»

- المسؤولون الإريتريون لا يردون على الأسئلة

- الجنود الإريتريون لا يختبئون بل إنهم حضروا اجتماعات التفاوض