ظن فريق كبير من اللبنانيين، وتحديدا من مؤيدي ميليشيا «حزب الله» ورئيس الجمهورية، ميشال عون، ورئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ستتبع سياسة ناعمة في التعاطي معهم، ارتكازا على رغبته في استئناف الحوار مع إيران، إلا أن «بايدن» فاجأ الجميع، خلال أيام ولايته الأولى، بسعيه لتبني إستراتيجية سلفه، دونالد ترمب، في الشرق الأوسط عموما، ولبنان خصوصا، القائمة على استمرار عزلة لبنان السياسية وخنقه اقتصاديا ما دام بقي «حزب الله» متمسكا بالسلطة، بالإضافة إلى استمرار العقوبات الأمريكية على شخصيات لبنانية، التي من المتوقع إعلان حزمة جديدة منها الشهر المقبل.

الدور السلبي

في هذا السياق، قال المحلل السياسي غابي أيوب، في تصريح خاص: يؤكد وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية الجديد، أنتوني بلينكن، أن التفاوض مع إيران حول ملفها النووي فقط غير كاف على الرغم من أهمية استئناف المحادثات من جديد، حيث يجب أن يضاف إليها موضوع الصواريخ الباليستية، والدور السلبي لإيران في العالم العربي، عانيا بذلك ميليشياتها وأذرعها العسكرية، أي «حزب الله» في لبنان و«الحشد الشعبي» في العراق و«الحوثيين» في اليمن وحركة «حماس» في قطاع غزة، بالإضافة إلى حركة «الجهاد» الفلسطيني.

وقد أعطت سياسة إدارة بايدن نتائج إيجابية، حيث يرى «حزب الله» مثلا أن هناك حربا تشن عليه، وهو الشيء الذي أنهكه وأضعفه بشكل كبير في الداخل اللبناني.

تحرير لبنان

أوضح «أيوب» أن إدارة ترمب تتفق مع الموقف السعودي حول ضرورة قيام الدولة اللبنانية بإصلاح اقتصادي وسياسي، والأهم تحرير لبنان من قبضة ميليشيا «حزب الله» والنفوذ الايراني.

وهذا أيضا مطلب أوروبي واضح، حيث اتفق عليه كل من الرئيسين بايدن ونظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خلال مكالمتهما الأخيرة، لتسهيل تنفيذ المبادرة الفرنسية القائمة على عزل «حزب الله» عن السلطة التنفيذية، ليس ذلك فقط بل المطلوب من رئيس الحكومة المكلف، سعد الحريري، تشكيل حكومة دون ميليشيا «حزب الله» وإلا سترفض إقليميا ودوليا، ولن تنال مساعدات مالية، لأنها ستكون تحت النفوذ الإيراني، وهذا ما يسعى إليه «الحريري» لإنقاذ لبنان.

إدارة بايدن في لبنان

- مواصلة إستراتيجية ترمب القائمة على عزل لبنان ما دام بقي «حزب الله» متمسكا بالسلطة

- استمرار العقوبات الأمريكية على شخصيات لبنانية