حققت المملكة مركزًا متقدمًا في حصاد الامطار والاستفادة منها بل والتفوق على نظيراتها من الدول مما وضعها في موقع الريادة العالمية رغم أن موقعها من أقل المواقع تعرضًا للأمطار مقارنة بدول اخرى. وتأتي أهمية زيادة نسبة المياه العذبة لضمان تلبية الاحتياجات الغذائية والاستفادة منها في الحفاظ على الحياة البشرية والكائنات والاستثمار الاقتصادي والسياحي وإنتاج الطاقة.

أهمية الأمطار

يقول المستشار بوزارة البيئة والمياه والزراعة الأستاذ السابق بجامعة الملك سعود في البيئة والغابات وصاحب مبادرة تأهيل المدرجات الزراعية وتقنية حصاد مياه الأمطار الدكتور إبراهيم محمد عارف لـ «الوطن» إن حصاد الأمطار يعني حجز كمية من المياه سواء في الأودية أو غيرها، بإنشاء الخزانات، وأضاف بأن الأمطار هي المصدر الأول للمياه العذبة، وبطبيعة الحال تقسم الأرض جغرافيا إلى مناطق استوائية وشبه استوائية ثم المدارية والمعتدلة والباردة، ويتدرج هطول الأمطار فيها من عشرة آلاف إلى مليون متر مكعب وأكثر حتى تصل إلى المناطق المدارية، وما يخشاه الناس الآن التغير المناخي وانخفاض تساقط الأمطار، وقد حدث في بعض المناطق التي جفت أنهارها.

نطاقات مناخية

يرى أستاذ علوم البيئة المشارك بكلية العلوم بجامعة جاران الدكتور يحيى بن سليمان مسرحي أن لمياه الأمطار الموسمية أهمية في التوازن البيئي ضمن كل نطاقات اليابسة على الأرض، وتمثل أحد أهم الروافد للحياة البرية بكل أشكالها، وفي المناطق الجافة كبيئاتنا في المملكة، تمثل مواسم سقوط الأمطار الفترات التي يتجدّد فيها الغطاء النباتي، ولأن المملكة بلد مترامي الأطراف، فقد تميّزت النطاقات المناخية فيه بنمطين رئيسيين من حيث فترات سقوط الأمطار، حيث يميز وسط وشمال المملكة موسم أمطار شتوي، بينما موسم الأمطار الأساسي في جنوب المملكة يكون ضمن أشهر الصيف وبداية الخريف. ومثل هذا التوزيع يترافق مع درجات الحرارة السائدة، ففي وسط وشمال المملكة تكون درجات الحرارة مرتفعة صيفًا ومنخفضة شتاءً (مع تكون الثلوج في بعض مناطق الشمال)، بينما في جنوب المملكة تكون درجات الحرارة مرتفعة صيفًا ومعتدلة شتاء (باستثناء المرتفعات). ومثل هذا التباين في درجات الحرارة يؤثر بشكل كبير على قدرة احتفاظ التربة بمياه الأمطار الساقطة عليها.. ففي المناطق ذات الأمطار الشتوية تحتفظ التربة برطوبتها لفترات أطول، بينما في المناطق ذات الأمطار الصيفية تفقد التربة رطوبتها بشكل أسرع، وفي كلا النمطين تكيفت أشكال الغطاء النباتي للاستغلال الأمثل لكمية سقوط الأمطار وقدرة احتفاظ التربة بها.

تقنيات حديثة

بين المستشار بوزارة البيئة والمياه والزراعة الدكتور إبراهيم عارف أن مخاطر عدم حصاد الأمطار تتمثل في فناء البشرية كون 90% من النباتات الاقتصادية تعتمد عليها وعدم حصادها قد يجفف الأنهار والبحيرات وتموت الكائنات ويقل الكربون والأكسجين، وكان العالم قبل 30 سنة يتحدث عن نقص المياه على البيئات الغابية، وهذا تحقق، ونلاحظ بداية موت نبات العرعر في جازان والباحة وعسير بسبب قلة الأمطار لأنه من النباتات التي تعيش في مرتفعات عالية ورطوبة وتأثر بقلة سقوط الأمطار قبل 25 سنة كما تأثرت بذلك دول كثيرة، وتمثلت المعاناة في أفريقيا وبالتالي لجأ الإنسان إلى التوازن ما بين الزراعة واستحداث التقنيات الحديثة.

تجربة المملكة

تسعى المملكة للاستفادة من مياه الأمطار فهناك في جنوب غرب المملكة أكثر من 300 سد متنوعة لتقليل أضرار سريان المياه في الأودية إلى الاستفادة منها وتخزينها في الأحواض المائية الموجودة، وتعد مبادرة الملك سلمان لإنشاء 1000 سد أبرز المبادرات للاستفادة من مياه الأمطار، وبالفعل حققت المملكة الريادة العالمية في حصاد الأمطار بإنشاء السدود ومحطات التحلية، والتي بلغ إنتاجها نحو 8 ملايين متر مكعب، فيما هناك توجه لتحويل بعض السدود إلى شركات استثمارية.

المدرجات الزراعية

من الجهود السعودية مبادرة تأهيل المدرجات الزراعية وهي ضمن مبادرات رؤية 2030 وخصص لها اكثر من 600 مليون ريال خصصت لمناطق الطائف والباحة وجازان وعسير، وسيتم إنشاء جمعيات تعاونية زراعية في هذه المناطق لإنتاج الفاكهة والبن ودخول مستثمرين في أول مدينة بن في المملكة، ويعد برنامج التنمية الريفية المستدامة أكبر مشروع على مستوى العالم تكلفته أكثر من 12 مليار ريال ومدة الإنجاز 7 سنوات.

مخاطر عدم الحصاد

قلة نسبة المياه العذبة

فناء الكائنات

انخفاض الإنتاج الزراعي

تجربة المملكة

مبادرة الملك سلمان بإنشاء 1000 سد

مبادرة المدرجات الزراعية

الاستثمار السياحي

التنمية الريفية المستدامة

أهداف برنامج التنمية الريفية

زراعة البن

تربية النحل

زراعة الورد

زراعة الفاكهة

إنتاج الماشية

الزراعة المطرية