يوجه الجمهور السعودي لاعبي فرقهم المفضلة من المدرجات بهتافاتهم ولوحاتهم، مستعينين بالـ"ألتراس" التي أدخلوها الملاعب الخليجية لأول مرة في عام 2011.

ولا يتوقف دور الجمهور بالتوجيه فقط، بل تراهم يهتفون لفريقهم ويغنون طوال مجريات اللقاءات التي يخوضها وهم واقفون مهما كانت النتيجة.

وغزت ظاهرة الألتراس ملاعب المملكة الموسم الماضي، وترتبط بالمشجعين وهو ما جعل بعض الأندية تسعى إلى تطبيقها بشكل رسمي واحترافي ما يعطي الملاعب نوعا من الجمال.

ألتراس

ألتراس(Ultras) كلمة لاتينية تعني الشيء الفائق أو الزائد، ويقصد فيه في الملاعب فئة من مشجعي الفرق الرياضية والمعروفة بانتمائها وولائها الشديد لفرقها.

وتتواجد بشكل أكبر بين محبي الرياضة في أميركا الجنوبية وأفريقيا وأوروبا وبدأت تغزو الملاعب الآسيوية خلال الأعوام القليلة الماضية.

أول ظهور

أول فرقة ألتراس تم تكوينها عام 1940 بالبرازيل وعرفت باسم TORCIDA ثم انتقلت الظاهرة إلى أوروبا وبالضبط إلى يوغوسلافيا ثم كرواتيا وبالتحديد جمهور Hajduk Split الذي كان أول من أدخل هذا النوع. وتميل هذه المجموعات إلى استخدام الألعاب النارية والغناء وترديد الهتافات الحماسية لدعم فرقهم.

كما يقومون بتوجيه الرسائل إلى اللاعبين وتقوم هذه المجموعات بعمل دخلات خاصة في المباريات الهامة وكل ذلك يضفي بهجة وحماسا على المباريات الرياضية وخاصة كرة القدم.

أساسيات

الألتراس مبني على عدة أسس أهمها، عدم التوقف عن الغناء أو التشجيع طوال المباراة ومهما كانت النتيجة سواء كانوا منتصرين أو خاسرين، إضافة إلى أن نظام الالتراس ينص على منع الجلوس أثناء المباراة. كما يتوجب حضور أكبر عدد ممكن من المباريات بغض النظر عن التكاليف أو المسافة.

أما أهم المبادئ فهو الولاء للمجموعة المكونة وعدم الانضمام لأي مجموعة أخرى، وهذا الأساس الكامل للألتراس ولكن هناك بعض الأندية جعلت مبادئ أساسية خاصة بجمهورها وذلك على حسب بعض الظروف التي تحيط بالنادي.

تطوير

الأندية لها دور كبير في تنظيم الجمهور في الالتراس وذلك فيما يخص أماكن تواجدهم في المدرجات، إضافة إلى توفير التذاكر وتوفير الأعلام والرايات. وهناك بعض الأندية توفر للالتراس أرخص التذاكر وغرفا مخصصة في النادي للمسؤولين، إضافة إلى اللافتات والأعلام، وكذلك الحافلات ليصل جمهور الالتراس إلى ملعب المباراة في ساعة مبكرة من أجل الإعداد للعرض.

عيوب

يعيب البعض على الالتراس عدم الجلوس على الإطلاق خلال عرض المباريات وإشهار الرايات والأعلام، والتي تحول دون مشاهدة الذين يجلسون وراءهم للمباراة.

إضافة إلى بعض الأمور الخارجة عن الروح الرياضية كاعتداء بعضهم على بعض اعتداءات جسدية أو تخويف من هم من ليسوا من الالتراس. وهذا يؤثر سلبا على الحضور للمباريات في المستقبل.

الألتراس العربي

ظهرت الألتراس على المستوى العربي منذ نحو 17سنة حيث ظهرت لأول مرة في تونس وخصوصا في نادي الأفريقي التونسي الذي يعتبر أول من أدخلها للملاعب العربية عام 1995 تحت مسمى إلترا أفريكان وينرز، وبعد 6 سنوات راجت الألتراس بشكل كبير بين الأندية التونسية حيث أعلن نادي النجم الساحلي في 2001 عن إلترا بريكاد روج الخاصة بالنادي.

وفي 2002 أعلن عن إلترا باردو بويز خاصة لنادي الملعب التونسي، ثم إلترا المكشخين الخاصة بنادي الترجي الرياضي التونسي. وفي عام 2003 إلترا بلاك آند وايت فايترز النادي الرياضي الصفاقسي، وفي نفس العام إلترا فاناتيكس النجم الرياضي الساحلي.

أما في المغرب فقد ظهرت الألتراس عام 2005 عن طريق نادي الوداد الرياضي تحت مسمى إلترا وينرز، ثم ظهرت في نادي الجيش الملكي بمسمى إلترا عسكري، وإلترا كرين بويز بنادي الرجاء الرياضي، تلاها إلترا كرايزي بويز في الكوكب المراكشي.

وبدأت الظاهرة في الجزائر عام 2007 بظهور إلترا ميكا بويز في نادي مولودية سعيدة، أعقبها إلترا فيرديليون في مولودية الجزائر، وفي عام 2008 إلترا جوكرز بنادي شبيبة بجاية.

وأنطلقت الظاهرة عام 2007 في النادي الأهلي المصري تحت مسمى إلترا المصر، وهو أفضل ناد عربي يطبق الالتراس، خصوصا إذا اكتظ إستاد القاهرة بجماهيره في النهائيات. ثم ظهر إلترا وايت نايتس بنادي الزمالك، وفي عام 2008 إلترا ويلز غزل المحله وفي عام 2010 إلترا الاتحاد السكندري.

ألتراس خليجي

أما على المستوى الخليجي فأول من طبق الألتراس النادي الأهلي السعودي موسم 2011 ثم أعقبه مباشرة على التوالي أندية النصر ثم الهلال ثم الاتحاد خلال الموسم الحالي ويتوقع أن تزداد هذه الظاهرة بين أندية المملكة تباعا، خصوصا أن التجربة لم تبدأ إلا من وقت قصير وهذا يعطي فرصة لكافة الأندية في تكوين التراسات جديدة والاستفادة من التجارب السابقة.

تشويق

مدير نادي الاتفاق حسين الغامدي يؤكد أن الألتراس ظاهرة رائعة في الملاعب وأنها دافع جيد للجمهور لحضور المباريات في الملاعب، وقال "الأهم من ذلك أن هناك طرقا جديدة تناسب الشباب في التشجيع وتفرغ طاقاتهم وتشجعهم على الحضور إلى الملاعب".

وعن مدى نجاحها في الدوري السعودي أشار الغامدي إلى أن العزوف الجماهيري في بعض المباريات قد يكون عائقا أمام النجاح ولكنها ستعطي الدوري مزيدا من الأفضلية العربية والآسيوية والخليجية وستكون في المباريات الجماهيرية والمباريات الحاسمة أكثر متعة وأكثر تشويقا.

وبين الغامدي أن الألتراس تشبه طريقة الأمواج المكسيكية التي غزت كافة دول العالم منذ نحو 25 عاما، مؤكدا أن النجاح قد يكون مرهونا بعدة عوامل من أبرزها التنظيم الجيد من قبل رابطة المشجعين، إضافة إلى محاولة تحفيز الجماهير وتشجيعهم طيلة وقت المباراة إضافة إلى التسهيلات التي يجب أن يلقوها من إدارات الملاعب، وأهم عنصر هو دعم إدارات الأندية لهم بتوفير مستلزمات روابط المشجعين من أجل إنجاح هذه الظاهرة التي أتوقع أنها تحتاج إلى الوقت من أجل أن تنشد النجاح المأمول.

ظاهرة رائعة

من جانبه، أشار رئيس رابطة نادي القادسية سابقا بدر الرجيب إلى أن هذه الظاهرة رائعة وفيها نوع من تفريغ طاقات الشباب الذين يعشقون أنديتهم وفي مجملها تهدف إلى المساندة طيلة المباراة وعدم الارتباط بالنتيجة حتى لو كان النادي خاسرا، وقال "وتعطي هذه الظاهرة ولاء أكبر للأندية وتجعل المشجع يتابع أخبار ناديه ويتنقل معه من مكان إلى آخر، وفي ذلك مردود جيد للأندية بالمملكة".

وعن نجاح هذه الظاهرة في الملاعب السعودية، قال "نجاحها مضمون في الأندية الجماهيرية كالنصر والاتحاد والهلال والأهلي، وقد تنجح في الأندية المناطقية كنجران والتعاون والرائد إضافة إلى المباريات الحاسمة والنهائية"، مستبعداً نجاحها في الأندية الصغيرة، التي لا تحظى بقاعدة جماهيرية.

وتابع "البدايات صعبة ولكنها مع مرور الوقت قد تحقق النجاح المرجو كما حدث في النادي الأهلي حاليا، حيث نشاهد الجماهير تحضر بكثافة وتردد أهازيج النادي باستمرار، وهو ما يميز جماهير الأهلي التي أصبحت محترفة في تطبيقها حالياً، في حين كانت البداية متواضعة في الموسم الماضي".

ممتعة.. لكن لن تنجح

وأشار رئيس رابطة الفتح سلمان بو سالم إلى أن هذه الظاهرة ممتعة في الملاعب، فهي تعطي تصورا رائعا للجماهير في الملاعب وكذلك للمتابع خلف الشاشة، مستبعداً نجاحها في ملاعب المملكة بقوله "هي عبارة عن لوحات استعراضية تتداخل مع بعضها مكونة تشكيلا فنيا أو تجميع صورة، وهو ما يحتاج إلى حضور جماهيري كبير يفوق 20-30 ألف متفرج، في الوقت الذي نشاهد فيه ضعف الحضور الجماهيري، وهو ما يعني أن نجاح الظاهرة صعب في الوقت الحالي".

عزوف جماهيري

ويقول رئيس رابطة مشجعي نادي هجر محمد الزيد "إن ظاهرة الألتراس دخيلة على المجتمع الرياضي السعودي وأهدافها لا يستطيع تنفيذها المشجع السعودي"، إضافة إلى كل ذلك العزوف الجماهيري في معظم المباريات. وأضاف لك أن تتخيل أن مباراة ديربي بين الاتفاق والقادسية لا يحضره إلا 900 مشجع وأنا هنا أتساءل كيف ستنجح هذه الظاهرة في ملاعبنا وبعض المباريات لا يحضرها سوى 150 مشجعا تجد أن معظمهم يدخل مجانا لمعارف له في النادي المستضيف للمباراة.

وأضاف الزيد: بعض الأندية قد تنجح فيها بسبب الكثافة الجماهيرية والعشق للنادي، مثل أندية الاتحاد والهلال والنصر وخصوصا إذا كانت المباريات على أرضها ونتائج الفرق متميزة.


الألتراس عبر التاريخ

• أول فرقة التراس تم تكوينها عام 1940 بالبرازيل وعرفت باسم TORCIDA.

• انتقلت الظاهرة إلى أوروبا وتحديداً في يوغوسلافيا ثم كرواتيا وبالتحديد جمهور Hajduk Split الذي كان أول من أدخل هذا النوع.

• ظهر الالتراس في الدوريات العربية قبل 17 سنة وكان نادي الأفريقي التونسي أول من أدخله تحت مسمى (إلترا أفريكان وينرز).

• الأهلي السعودي أول ناد خليجي وسعودي أدخل الألتراس إلى الملاعب السعودية والخليجية عام 2011.