ماذا يعني تعادل الاتفاق الذي كان يتصدر دوري زين للمحترفين مع فريق يحتل المركز قبل الأخير في الترتيب، وماذا يعني أنه فقد قبلها نقطتين أمام الأهلي، ليستقر الآن في المركز الثالث؟.

هل عاد الاتفاق للموقع المناسب لإمكاناته، أم أنه ما زال لديه ما يقدمه، وأن الربيع الذي يعيشه الفريق سيمتد لفترة أطول مما يتوقع له؟.

كل هذه الأسئلة باتت جديرة بالطرح، في مرحلة تقييم الأداء الاتفاقي، وفي مرحلة رصد خطه البياني الذي بدأ التأرجح أخيرا.

بدايات قوية

منذ انطلاق المسابقة أبهر الاتفاق المتابعين بسلسلة من الانتصارات جعلته يزاحم الجميع على الصدارة قبل أن ينتزعها في أكثر من جولة.

وشيئاً فشيئاً أصبح الكل يتحدث عما يقدمه لاعبو الاتفاق، ومن خلفهم مدربهم الكرواتي برانكو ايفانكوفيتش من مستويات متصاعدة، محللين أسباب تفوقه والأسرار التي تقف خلف هذا التفوق لفريق لم تكن له حصة كبيرة من الاهتمام الإعلامي، لكنه حوّل قدرته ليقدم نفسه كفريق بطل.

حقق الاتفاق في الجولات السبع الأولى ستة انتصارات وتعادلا وحيدا، ليتجاوز فرقا مثل الهلال والاتحاد في الترتيب، ويعيش صراع الصدارة مع منافسه الشباب.

منافسة صعبة

يمكن اعتبار الجولات الثلاث الأخيرة للاتفاق في الدوري تفسيرا للحال التي يسير عليها في نتائجه، فالفريق تعادل مع الأهلي في ملعب الأخير قبل أن يكتسح التعاون بخماسية، لكنه عاد ليتعادل مع الرائد في اللقاء الأخير في الدمام، أي أن الفريق فقد 4 نقاط في آخر ثلاثة لقاءات، وهو الأمر الذي جعله يتراجع الى المركز الثالث في سلم الترتيب.

برانكو.. السر

يحسب للكرواتي برانكو قدرته على فرض أسلوبه الفني على لاعبيه بوقت سريع واندماجه كمدرب متمرس مع أجواء الدوري السعودي، والنتائج الإيجابية التي يحققها الفريق دليل على تفوقه فنياً مع الأخذ بالاعتبار أن الفريق بشكل أو بآخر ما كان ليطلب أكثر مما حققه حتى الآن، حتى من داخل البيت الاتفاقي على خلفية الإمكانات المتاحة للفريق مقارنة بما تمتلكه الأندية المنافسة، وما تقدمه للحصول على لقب الدوري.

برانكو تحدث عن الصعوبات التي يواجهها الفريق بالقول "من الطبيعي أن نجد الصعوبة بمرور كل جولة لأن الاتفاق أصبح محط أنظار للجميع، لكننا سنحافظ على موقعنا بين الأفضل في فرق الدوري وسترون ذلك".

إدارة متعاونة

من الأمور التي تشكل عاملا إيحابيا في الاتفاق هو الاستقرار الإداري في النادي، فإدارة عبدالعزيز الدوسري منحت الجهاز الفني الوقت والتركيز والصلاحيات لفعل ما يريد بعيدا عن أي ضغوطات، وقد يساعد ذلك على عودة الفريق لتحقيق نتائج إيجابية لأنه ما زال في مستوى لا يدعو للقلق، وذلك حسب رئيس الاتفاق عبدالعزيز الدوسري الذي تحدث لـ"الوطن" عن موقف فريقه في الجولات الأخيرة بالقول "لا يمكن القول إن فريقنا لديه أي مشكلة بهذا الخصوص، كل ما في الأمر أن الفرق المنافسة أصبحت أكثر تركيزا في لقاءاتها أمامنا خاصة الفرق الصغيرة". مواجهات تكشف

سيلعب الاتفاق خلال الشهر الميلادي المقبل عدة لقاءات ستبين بالفعل سقف طموحاته في الدوري، حيث سيلاقي الشباب والفيصلي والهلال، وهو ما يعني اللعب مع المنافسين المباشرين له، وتحقيقه نتائج إيجابية ستعني أنه قطع إحدى أهم الفترات الصعبة في سباق الدوري الذي أصبح يداعب أنصار النادي أكثر من كونه مجرد حلم.