يعيش لاعب الفريق الأول لكرة القدم بنادي الشباب، الدولي حسن معاذ، حالة من التشتت الذهني لقرب انتهاء عقده مع ناديه دون أن تظهر خطوط رئيسية تفصل في استمراره مع ناديه أو الرحيل عنه.

ومع اقتراب دخول ظهير أيمن الليث فترة الستة أشهر التي تخوله فتح باب التفاوض مع أي ناد جديد يرغب في الانتقال إليه دون موافقة ناديه الأصل، ناشد معاذ في حواره لـ"الوطن"، رؤساء الأندية السعودية بحسم تجديد عقود اللاعبين قبل مدة كافية أسوة بما تفعله الأندية الأوروبية مع لاعبيها، حتى يعرف اللاعب مصيره مبكرا ومن ثم يحدد وجهته الجديدة وهو في كامل استقراره.

وأبدى معاذ رغبته في الاحتراف بأحد الأندية الخليجية كنوع من التغيير وخوض تجربة جديدة في خطوة للابتعاد عن الأجواء المشحونة في الدوري السعودي، وبدا متأثرا لضياع فرصته في الاحتراف في نادي بولونيا الإيطالي الذي تقدم إليه بعرض (فضائي).

ورشح الهلال والاتحاد للفوز بدوري زين واستبعد الأهلي والاتفاق، كما استثنى الشباب من الحصول على اللقب رغم إمكاناته العالية وتصدره سلم الترتيب..

تفاصيل أخرى كثيرة تطالعونها في سياق الحوار التالي:

ما صحة انتقالك للهلال؟

لم يحدث شيء من هذا القبيل كما أنني لم أدخل بعد في فترة الستة أشهر التي تجيز لي التفاوض مع أي ناد آخر، لكن في يناير المقبل سأدخل في الفترة الحرة.

وماذا عن مفاوضات ناديك معك بخصوص تجديد عقدك؟

هناك مفاوضات شفهية فقط ولا أعرف حتى اليوم إذا كانت الإدارة ترغب في تجديد عقدي بالمبلغ الذي أستحقه أم لا، وما زلت أجهل الوجهة المستقبلية لي.

ألا تشعر بعدم الاستقرار لتأخر حسم عقدك؟

بالطبع أشعر بأسوأ من ذلك، فمن الصعب أن تؤدي وأنت لا تعلم عن نوع العلاقة مع ناديك، وليتنا نفعل كما تفعل الأندية الأوروبية، فإداراتها تحسم تجديد عقود لاعبيها قبل عام من نهايتها، بينما نحن نؤجل ذلك إلى قبل أيام من دخول اللاعب فترة الستة أشهر وهذا يسبب ضغطا نفسيا عليه، ولا أخفي أنى أشعر بتشتيت ذهني وأبذل جهدا كبيرا للتركيز في الملعب، فقد بت منشغلا بمسألة بقائي مع الشباب أو الانتقال لغيره، كما أن عدم حسم أي عقد يمنح الإعلام فرصة لنقل أخبار أحيانا لا تكون صحيحة.

بصراحة .. أترغب في البقاء مع ناديك أم تفضل الرحيل؟

المسألة عرض وطلب، ومن ناحيتي لن أشترط مبلغا تعجيزيا، لكني لن أقبل في الوقت نفسه بهضم حقي، ما يهمني أكثر ألا أكون تحت أي ضغوط من جميع الجهات حتى أستطيع أن أتخذ القرار الصحيح.

كيف سترد في حال تلقيك عرضا محليا أفضل من ما سيقدمه لك الشباب؟

لن انتقل إلى ناد سعودي أقل من الشباب من حيث الإمكانات الفنية والمالية والبطولات، إلا إذا كان العرض ضخما وبفارق يجعلني أضحي بناد تدرجت في فئاته من الناشئين والشباب إلى الفريق الأول، لكني قد أنتقل إلى ناد خليجي خصوصا إذا كان قطريا أو إماراتيا من باب التغيير والرغبة في خوض تجربة جديدة.

لماذا تركيزك على قطر والإمارات تحديدا؟

الوسط الرياضي في المملكة صعب يعيبه وجود مشاحنات، بينما الأجواء في قطر والإمارات أفضل بالإضافة إلى توافر الإمكانات هناك ومنها الملاعب والأندية، كما أن الجمهور هنا لا يقتنع بأن اللعب فوز وخسارة ويريد تحقيق جميع البطولات وهذا لا يمكن لأي فريق في العالم أن يحققه، وباختصار بيئتنا غير مريحة نفسيا للاعب بصرف النظر عن مستوى الدوري والفرق.

لكن الجمهور دائما ما يعول على النجوم في حسم البطولات ومن هنا تأتي الضغوط؟

هذا صحيح، لكن اللاعب بشر ويمتلك طاقة محدودة، فأنا على سبيل المثال لم أحصل على إجازة طوال 11 شهرا ماضية سوى لعشرة أيام فقط، حيث شاركت باستمرار مع النادي والمنتخب، لهذا أتمنى أن تقدر الجماهير ظروف اللاعب متى هبط مستواه وأن تقدر ظروف الفريق متى تراجعت نتائجه.

بماذا ترد على اتهام اللاعبين السعوديين بولائهم للأندية أكثر من المنتخب؟

أستغرب من هذا الاتهام وأرفضه تماما، ولا يوجد لاعب يعشق الكرة ويرفض أن يعطيها حقها، كما أننا لا نلعب من أجل المال، نحن كغيرنا من اللاعبين، نريد تحقيق طموحاتنا وبناء أسماء وضمها ضمن قائمة الأبطال الذين حققوا إنجازات للمنتخب، وأن يقال بأننا حققنا ما حققه نجوم العصر الذهبي للكرة السعودية، فكيف نتخاذل.. وطنيتنا تفرض علينا أن نرفع اسم المملكة عاليا خارجيا، ولا وجود لشيء اسمه ولاء للنادي وعدم ولاء للمنتخب.

كيف تنظر إلى مباراة الأخضر المصيرية أمام أستراليا؟

المنتخب الأسترالي صعب والمباراة على أرضه وبعيدة عن جماهيرنا وهذا يعني أن المواجهة تحتاج منا إلى مجهود مضاعف، وسنبذل قصارى جهدنا لتحقيق هدف التأهل إلى المرحلة الأخيرة من التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2014.

ما سر ندرة الأظهرة في الجهة اليمنى مقارنة باليسرى في المملكة بصفة عامة؟

لاحظت ذلك، لكنه يعود إلى صعوبة هذا المركز ، فهو متعب ومرهق، فأكثر اللاعبين الذي يبذلون جهدا في المباريات هم الأظهرة في الفريق وهذه الخانة تتطلب لياقة وتكتيكا من لاعب مطالب بالهجوم والدفاع.

هناك من يتهم إدارة الشباب بأنها ديكتاتورية؟

لا أتفق معك، فهي إدارة عادية جدا ومن الطبيعي أن تحدث مشاكل داخل البيت الواحد بسبب عصبية لاعب أو توتر آخر.

ماذا عن مباراتكم المقبلة أمام الأهلي في كأس ولي العهد؟

لا أتوقع تجاوز الأهلي بسهولة فهو فريق كبير يملك خط هجوم قويا، لكن علينا أن نستغل عاملي الأرض والجمهور وأن نبذل مجهودا كبيرا لحسم النتيجة لصالحنا.

ما هو تقييمك لأندية زين ومن تتوقع أن يتوج باللقب؟

بعد أربع مباريات من الدور الثاني سأتمكن من الحكم على الفرق التي ستستمر أو تتقدم أو تلك التي لن تكمل المشوار نحو الصدارة، لكن من واقع الجولات السابقة، يبقى الهلال والاتحاد هما الأقرب للقب مع احترامي للأهلي والاتفاق، فكل من تابع الدوري في السنوات الأخيرة يعرف الهلال والاتحاد، لكن وجود فرق أخرى جيد لأنه يوفر المنافسة المطلوبة.

وأين فريقك من هذه الترشيحات؟

لا أرشح الشباب رغم تصدرنا وتقارب الإمكانات مع الهلال والاتحاد، ولا أريد أن أصدم جماهيره وإدارته، فالشباب دائما ما يتعرض لظروف إصابات تبدل شكله تماما، لكن يبقى كل شيء واردا.

لماذا فوت فرصة الاحتراف مع بولونيا الإيطالي الذي أبدى رغبته في ضمك خلال النخبة الدولية بأبها؟

كنت أتمنى أن أحترف آنذاك وأن يتحرك النادي جديا ويساعدني في الانتقال إلى اللعب في الدوري الإيطالي، لكن حصل العكس ولم تخاطبهم الإدارة رسميا ما أجبر النادي الإيطالي على صرف النظر عني، ومن هنا أناشد الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يساعدنا في الاحتراف الخارجي لأن الأندية لا تمنحنا هذه الفرصة، فهي تبحث عن مصلحتها.

كم كان المبلغ المعروض لانتقالك؟

وقتذاك، فكرت جديا في الاحتراف دون النظر إلى العائد المادي، فقد كان ذاك الوقت هو الأنسب لاحترافي خارجيا.. كلنا نشاهد ما أحدثه الاحتراف الخارجي من تطور في الكرة اليابانية والكورية والأسترالية فأصبح الفارق بيننا وبينهم كبيرا جدا بسبب احتكاك لاعبيهم في الدوريات الأوروبية، وسيستمر الفارق طوال تمسك الأندية بلاعبيها وعدم منحهم فرصة للاحتراف خارجيا.