اختلف فريق الأهلي كثيراً هذا الموسم عن مواسمه السابقة، وقاده هذا الاختلاف لتصدر ترتيب دوري زين، عبر انتصارات كاسحة، كان آخرها أمام منافسه الأشد الهلال بهدف في ملعب الأمير عبدالله الفيصل.

ويتفق النقاد على التطور الكبير في مستوى الفريق الأخضر الذي بات ينجح في التهام الفرق تباعاً، ولنا في الإحصائيات والأرقام دليل حي على ذلك، فقد حقق في آخر 10 مواجهات في الدوري 28 نقطة عبر فوزه في 9 مباريات وتعادله في مباراة واحدة فقط.

مالا يعرفه كثيرون أن الأهلي استعان مع نهاية الموسم الماضي بالأخصائي النفسي الدكتور محمد المسرحي الذي أكد أن مباراة كمواجهة الفريق الأخيرة أمام الهلال تحتاج برنامجاً تأهيلياً خاصاً، وقال "هناك محبون من كل الفئات يمارسون التشويش في مثل هذه المباريات بنقل الأخبار المزعجة والمطالبة المستمرة بالفوز".

وأضاف "كان علينا العمل على بناء حاجز نفسي بين اللاعبين وهذه المؤثرات السلبية، بتعزيز ثقة اللاعب بقدراته، وهذا ما نجحنا فيه".

وتطرق المسرحي لمصطلح الثبات الانفعالي الذي بات مرافقاً للاعبي الأهلي، وقال "كم لاعب لدينا مهدد بالإيقاف بسبب البطاقات ولا زال يلعب تحت هذه الضغوط، وهو مستمر في عطائه دون أن ينال البطاقة الأخيرة، وهذه تمثل قوة نفسية جبارة من اللاعبين".

وأكد المسرحي على العمل على بناء 5 مهارات رئيسة، هي "بناء الأهداف، الثقة بالنفس، التركيز والانتباه، التصور العقلي، ومهارات التعامل مع الضغوط".

واستطرد "هناك تفاوت بين اللاعبين، ولكن عدداً من لاعبينا بدؤوا تدريب زملائهم على الأمر، وهذه نقلة كبيرة تدل على ذكاء لاعبينا وتفهمهم لمثل هذه العلوم، وذلك عكس ما يشاع عن اللاعب السعودي".

وأشار المسرحي إلى أن هناك أربع عناصر رياضية أساسية، هي "المهارات الفردية أو ما يعرف بالتكنيك، والمهارات الجماعية أو ما يعرف بالتكتيك، واللياقة البدنية، والمهارة النفسية التي تمثل أهم عنصر"، مؤكداً أن لاعبي الأهلي يستجمعون هذه المهارات اليوم، مواصلاً "أي شخص يحتاج تهيئة نفسية عندما يتعرض للضغوط، وعدم تهيئته يقود لظاهرة الاحتراق النفسي، وهذا ما تعرض له ياسر القحطاني في الهلال ومالك معاذ في الأهلي وهما يمثلان مهارات كبيرة خسرناها بسبب المطالبة المستمرة لهما أن يكونا حاضرين دون النظر لوضعهما النفسي".

وطالب المسرحي بالتفريق بين علم النفس الرياضي والطب النفسي الرياضي، حيث يجب أن يكون القائم على الثاني طبيباً، بينما يطور الأول المهارات العقلية للاعبين ويقوم به المتخصصون في علم النفس وقال "بدلا من أن يطبق اللاعب المهارة 10 مرات، عملياً نجعل اللاعب يتخيلها أولاً، ويطبقها بعقله الباطن ومن ثم يطبقها على أرض الواقع".

واعترف المسرحي بأن إهمال العلوم النفسية المتطورة هو سبب رئيس في تراجع كرتنا، وقال "وصلنا للحد في الموهبة الفطرية من سنوات، واليابانيون سبقونا لأنهم اهتموا بالعلوم المهتمة بالرياضة، والعلم هوما يحقق النقلة في كل المجالات".

وتمنى المسرحي أن تتبنى الرئاسة العامة لرعاية الشباب مشروعاً وصفه بالحلم وهو معهد متخصص لعلوم الرياضة، وقال "لدينا من الكفاءات الكثير، ونأمل أن نشاهد مدربين وطنيين وأخصائيين رياضيين في جميع العلوم".

وختم "إحقاقاً للحق أقول أن الأهلي والرياضة السعودية محسودان على الأمير خالد بن عبدالله الذي يسبق عصره، ويؤمن كثيراً بالتخصص وبأهمية علم النفس في تطوير الرياضي وهذا ما يعمل عليه في الفئات السنية بالنادي".

يذكر أن الأهلي كان قد عاود الاستعانة بالدكتور المسرحي بعد خسارة الفريق بأربعة أهداف أمام الهلال في مرحلة الذهاب هذا الموسم، ونجح فيما بعد في المساهمة في إعادة توازن الفريق وإعادته مجددا لصدارة الدوري بـ42 نقطة، حيث يعد الفريق الأكثر تحقيقاً للانتصارات بـ13 فوزاً، ويتصدر نجمه البرازيلي فيكتور سيموز قائمة الهدافين بـ16 هدفاً، وهو الأقل حصولاً على البطاقات الصفراء، حيث حصل لاعبوه على 22 بطاقة في 17 جولة.