سيكون للتحضير النفسي دور مهم في حسم مواجهة الهلال والاتفاق اليوم على نهائي كأس ولي العهد، فالمباراة من عيار الوزن الثقيل، ولا تقبل القسمة على اثنين، مما يعني أنها تتطلب تحضيراً مثالياً خارج الملعب قبل داخله.

ورغم خبرة وتمرس الفريق "الأزرق" في النهائيات، إلا أن الاستقرار في الاتفاق على جميع الأصعدة، ربما يسهم في اقتراب الكأس من خزائنه التي تحن كثيراً للذهب الذي غاب عنها كثيراً.

الفريقان يستحقان التتويج بالكأس، فالعوامل المساعدة تبدو متقاربة إلى حد كبير، ويصعب معها ترجيح كفة أحدهما على الآخر وقوفاً على المعطيات الفنية، والتحليلية التي تسبق المباراة.

"بروفة" مطمئنة

حالة من الاطمئنان يعيشها مسيرو الناديين قبل دخولهما مباراة اليوم، فكلاهما حقق فوزين مستحقين في مباراتيهما الماضيتين على حساب النصر والقادسية، ضمن دوري زين السعودي، في مواجهتين تبدو أحداثهما متشابهة إلى حد كبير، حيث اتفق الفريقان في استخدام سلاح السيطرة على منطقة المناورة، علاوة على بحثهما عن تحقيق نتيجة إيجابية من وقت مبكر، وهو ما تحقق بالفعل على أرض الميدان، فاطمأن خلالهما المدربان هاسيك وبرانكو على حال لاعبيهما قبل 72 ساعة من المباراة الختامية.

تهيئة مثالية

بذل مدربا الفريقين برانكو وهاسيك وبقية الجهاز المعاون خلال الساعات الماضية، جهداً كبيراً في تهيئة اللاعبين بصورة مثالية، خصوصاً في الجوانب النفسية، لما لها من إسهام في ترجيح كفة فريق على آخر في مباراة نهائية تتضاءل فيها فرص التعويض بنسبة كبيرة، إلا أن هذه المخططات لن يكون النجاح حليفها كما جرت العادة في مباريات مشابهة، ما لم تتدخل بعض العوامل المساعدة، كتسجيل هدف مبكر، أو خروج بطاقة حمراء في وقت مبكر أيضاً، إضافة لتعرض أحد نجوم الفريقين لإصابة قد "تبعثر" بعض أوراق المدربين.

"الإتي" والاستقرار

تميز فريق الاتفاق عن بقية منافسيه في هذا الموسم بالاستقرار من جميع جهاته، سواء في الجهاز الفني أو الإداري، أو على مستوى اللاعبين المحليين أو الأجانب، لذلك من الطبيعي أن تكون المحصلة في النهاية تقديم فريق يستحق الإشادة، وهو ما حدث بالفعل خلال الموسم الحالي.

فرغم مطاردة الاتفاق للمتصدرين في دوري زين، ضمن لنفسه أيضا، مقعداً رئيسياً في نهائي كأس ولي العهد، ويستحق الفريق عطفاً على ما بذله، أن يلامس الذهب، يساعده في ذلك الاستقرار في تشكيلته التي نادراً ما تشهد تبديلات مؤثرة وسطها، وهذا أحد أسرار تميزه في الموسم الحالي.

"الضارة" تحولت "لنافعة"

في الهلال تعتبر الظروف المحيطة بالفريق أحد أهم الأسباب الرئيسية لبروز العديد من الوجوه الصاعدة، التي أجادت استغلال الموقف كما يجب، وبرهنت عن قدرتها في كسب ثقة الجهازين الفني والإداري، ومن ثم جماهير الفريق، في ظل غياب أهم لاعبي "الأزرق" عن مشاركات الفريق.

فرغم عدم استقرار الهلال في جميع أحواله في وقت مبكر هذا الموسم، إلا أن ثقافة البطولات تظل حاضرة مع لاعبيه أصحاب الخبرة وكذلك الوجوه الجديدة، إضافة للمهارة والثقة اللتين يتمتع بهما اللاعب الهلالي بصفة عامة، فهما محرك رئيسي لدعمه بشكل لافت.

"تشابك" وسط الميدان

حرص مدربا الفريقين، هاسيك وبرانكو على تشديد تعليماتهما التكتيكية للاعبي الوسط، لمعرفتهما المسبقة بأهمية السيطرة والاستحواذ على منطقة المناورة بأسرع وقت من الشوط الأول، فهذه الغاية والهدف الرئيسي لهما تأتي في ظل ضم الفريقين أبرز لاعبي خط الوسط، فالرباعي البرازيلي لازاروني، ويحيى عتين وحمد الحمد ويحيى الشهري، قمة التناغم والتفاهم، يقابلهم خماسي متوقع أن يتكون من المغربي هرماش والسويدي ويلهامسون وسالم الدوسري ومحمد الشلهوب ومحمد القرني، ولجميعهم أدوار مزدوجة بين المساندة الهجومية وإغلاق منطقة عمق الوسط.

ومجرد استعراض هذه الأسماء، فإنك تعلم بوجود "معركة" في وسط ملعب الملك فهد الدولي.

كوري "كاسر" المصيدة

سيعاني دفاع الاتفاق كثيراً مع تحركات المحترف الكوري بيونغ سو المزعجة، سواء بكرة أو بدونها، وسجلت الإحصائيات الأخيرة تميز بيونغ بكسر مصيدة التسلل بطريقة احترافية، كانت بمثابة صداع مزعج للعديد من المدافعين، فشلوا في إيجاد خطط مضادة لوقف هذا الاختراق الكوري.

الحمد بسرعة يراوغ

أصبح حمد الحمد مصدر الخطورة الفعلية في فريق الاتفاق نظير الثقة العالية التي يؤدي بها أدواره الهجومية، فالمهارة والسرعة لديه جعلتاه يتجاوز المدافعين، ويمرر الكرات الخطرة، مستفيداً من تشديد الرقابة على زميله في وسط الملعب يحيى الشهري.

سلاح "الثابتة"

يمتلك الفريقان لاعبين لديهما المهارة الدقيقة في تصويب الكرات الثابتة المواجهة والقريبة من المرمى، وقد تكون إحدى هذه الكرات سبباً في حسم نتيجة المباراة، فالشلهوب محمد لديه المهارة في دقة التصويب على المرمى، وفي الجهة المقابلة فإن حمد الحمد لديه القدرة على إرسال الكرات الثابتة داخل شباك الخصوم بكل إتقان.

أوراق بديلة

من أدوات تميز الفريقين، أن دكة البدلاء زاخرة بأوراق بديلة حتماً ستكون في الموعد نظير الخبرة التي تمتلكها، والمهارة الفردية، التي تساعدها على إضافة قوة فنية خلال مشاركتها، فالمحياني والعربي والفريدي أهم بدلاء الهلال، وفي الاتفاق يبرز اسم صالح بشير والمغنم والمبارك.

رؤية برانكو

المدة الزمنية التي قضاها الكرواتي برانكو مدرباً للاتفاق تعتبر مثالية ومميزة له في قراءة الأمور الفنية كما يجب دون أي اجتهاد، أو اللجوء لمعلومات من أطراف معينة، ساعده في ذلك النتائج الإيجابية التي حققها مع الفريق والتي جعلته منافساً حقيقياً على صدارة دوري زين برصيد 42 نقطة أبقته في المركز الرابع، وبخسارة وحيدة من أصل 19 مباراة خاضها، إضافة للتصفيات في مشوار كأس ولي العهد.. هذه المؤشرات تجعل برانكو أكثر إلماماً من منافسه التشيكي هاسيك.

"اطلاع" هاسيك

حضور مدرب الهلال التشيكي هاسيك في هذه المرحلة من الموسم، لا يساعده كثيراً على كشف تفاصيل المستويات الفنية الخاصة بالفرق الأخرى ومنها الاتفاق، فالثلاث مباريات التي أشرف عليها مع الفريق وحقق خلالها نتائج إيجابية، لا تعني أنه هو من قام بالدور الأهم في تحقيق ذلك، ولا تعني تجاهل دور مدير الفريق سامي الجابر في توضيح العديد من النقاط الفنية له.. هذه الوضعية للمدرب هاسيك تجعله في مرتبة أقل مقارنة بالكرواتي برانكو الأكثر استقراراً وتأثيراً في فريقه.