بحجم وأهمية اللقاء، والمواجهة الأولى بين الاتحاد والأهلي في أول ديربي سعودي على صعيد دوري أبطال آسيا، كان حجم اهتمام الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الذي أبرز المواجهة التاريخية عبر موقعه الرسمي أمس.

ونشر (فيفا) تقريرين عن القمة، وقال في الأول "ستكون أعين كثيرين في القارة الآسيوية شاخصة نحو المواجهة المرتقبة بين الاتحاد والأهلي، ويعد ديربي جدة الأقدم في تاريخ الكرة السعودية، إذ يعود إلى عام 1938، وهو يعد من المباريات الكلاسيكية الأبرز على الصعيد الآسيوي أيضاً.

والتقى الفريقان مرتين الموسم الماضي، ففاز الأهلي ذهاباً 3-1، وثأر الاتحاد إياباً 1-0، وأدت خسارة الأهلي إلى حرمانه من إحراز اللقب حيث انتزعه منه الشباب بفارق نقطتين.. أما المباراة الأولى بينهما هذا الموسم في الدوري المحلي، فكانت مقررة الشهر الماضي، لكنها تأجلت بسبب انشغالهما بدوري أبطال آسيا.

ولم يحقق الأهلي بقيادة مدربه كارل ياروليم نتائج جيدة في الآونة الأخيرة محلياً، حيث أدت خسارته أمام نجران 0-2 إلى تراجعه إلى المركز السابع في دوري بلاده، وزاد الأمور سوءا إصابة بعض لاعبيه الأساسيين أمثال المدافع كامل الموسى ولاعب الوسط عبد الرحيم الجيزاوي، في حين يعاني قائده محمد مسعد للتعافي من إصابة.

في المقابل، يخوض الاتحاد بإشراف مدربه راؤول كانيدا المباراة مفتقدا لجهود المدافع رضا تكر الموقوف، كما يعاني مهاجمه نايف هزازي إصابة في ركبته.

وفي تقريره الثاني، قال (فيفا): "على وقع الديربي الأهم في تاريخ الناديين، وهو الأهم لأنه يندرج في الإطار القاري للمرة الأولى ضمن الدور نصف النهائي لدوري أبطال آسيا، وهو التاريخي أيضا لأنه قد يمنح أحدهما الفرصة للمنافسة على اللقب الكبير، الذي يعني التأهل لتمثيل القارة الصفراء في كأس العالم للأندية اليابان 2012.

وتابع "كلا طرفي الديربي يحث الخطى لتمثيل السعودية في المشهد الختامي للبطولة الآسيوية، ولن تقل الرغبة عند أي منهما في خوض النهائي، لكن عند الأهلي له أهمية مطلقة، لأن هذا النادي العملاق الذي تأسس عام (1937) تخلو خزائنه من أي لقب قاري "يزّين" كثيراً من البطولات المحلية والإقليمية والعربية التي حصدها.

أضف إلى ذلك أن الأهلي كان أول من سنحت له فرصة المنافسة على اللقب الآسيوي سواء من الأندية السعودية أو العربية، حين بلغ نهائي النسخة الأولى من بطولة عام 1986 لكنه فرّط بالفرصة وخسرها على أرضه وبين جماهيره أمام بوسان الكوري الجنوبي (1-3)، وما ضاعف من رغبته انقطاعه عن المشاركة في البطولة سنوات طويلة، قبل أن يعود إليها مع الانطلاقة الجديدة لها تحت مسمى "دوري أبطال آسيا" وبالنظام الحديث والصعب.

بعد ثلاث مشاركات في نسخ (2005، 2008 و2010) لم يكتب لها النجاح، عاد الأهلي هذه النسخة (2012) وانقلب على التاريخ وحقق نتائج أهلته عن المجموعة الثالثة، ومن ثم انتزاع بطاقة العبور لربع النهائي من أرض الجزيرة الإماراتي، قبل أن يقدم الأداء الأفضل له في مواجهة سيباهان الإيراني في ربع النهائي ويكسب جولة الإيابا (4-1) بعد التعادل ذهابا بدون أهداف".

وتابع: "بعد أن بلغ نصف النهائي، وجد الأهلي نفسه على عتبة المحطة الأخيرة بعد 26 عاماً على خوضه النهائي في أول نسخة للبطولة، ويدرك أبناء "قلعة الكؤوس" أن ما بينهم والحلم المنشود ما هو إلا الغريم الأزلي (الاتحاد)".

أضف إلى ذلك أن الأهلي "فك عقدته" أمام الاتحاد حين فاز عليه (3-1) في ذهاب دوري الموسم الماضي بعد أن كان قد خسر أمامه في 4 مباريات متتالية في ذات البطولة في موسمي (2009 و2010)، وعلاوة على ذلك فقد أنهى الأهلي الموسم المنقضي بنيله لقب كأس الأبطال عن جدارة واستحقاق.

ورغم أن "ديربي جدة" بات أمرا مألوفا للجميع هناك، لكن تطور المنافسة بخروجها للصعيد القاري، لا بد وأن يحمل في ثناياه نكهة أخرى مختلفة، لن يكون فيها الانتصار والفرحة لمن يحقق الفوز فقط، بل من ينتزع من الآخر بطاقة التأهل للنهائي الكبير.


أسلحة هجومية

بهدف تحقيق الفوز والتأهل فإن الأهلي سيعوّل بالتأكيد على جميع الأسلحة الهجومية التي يمتلكها، فمدربه ياروليم قام بنسج خيوط المنظومة الهجومية منذ الموسم الماضي، ووزع الأدوار لعدة خيارات ضماناً لتنوع الحلول، وهو ما يجعل من الصعوبة على أي منافس تحديد هوية الخطر القادم من الفريق.

ويملك الأهلي "ثنائياً" متميزاً في المقدمة، البرازيلي فيكتور سيموز والعماني عماد الحوسني، فقد سجلا معاً 10 أهداف (6 للأول و4 للثاني) من أصل 17 هدفاً للفريق حتى نصف النهائي. ولعل النجاعة التي يتمعتان بها من حيث التحرك الفاعل في منطقة الجزاء وإمكانية التسجيل من مختلف الأوضاع، هو أكثر ما يمنح الثقة للفريق، خصوصا أن سيموس سجل أهدافه بواقع هدف في كل مباراة، فيما برز الحوسني في الدور الثاني وربع النهائي حين سجل 3 أهداف فيهما.