قد لا أكون فتحاويا، لكنني ضمن قائمة أكثر الناس طربا للألحان التي عزفها الفريق خلال الموسم الحالي، وأكثرهم سعادة لما تحقق من إنجاز تاريخي للفريق قاده إلى اقتحام قائمة الكبار على المستوى المحلي، سيكون بعدها ضمن كبار القارة الآسيوية قريبا.

الفتح بإدارته وجماهيره وشرفييه، لعب طوال الموسم ضد خصوم متمرسين في الملعب وخارجه، كما لعب ضد الإعلام المرئي والمكتوب، بعد أن توقع كثيرون عدم استمراره في الصمود وانهياره في مرحلة ما تعيده إلى نقطة الصفر.

ومن هنا نبعت سعادة كثيرين مثلي بتتويج الفريق باللقب، بعد أن كسب التحدي وحول المنتقدين إلى ممتدحين برضاهم أو دونه..

ساندنا الفتح تقديرا وحبا واعترافا بسياسة كتمان الغيظ في الدواخل التي رفعتها الإدارة وأصحاب القرار في النادي، شعارا للمرحلة، يسبق الرد في الملعب كأقوى وسيلة لإسكات كل الأبواق التي انتظر حاملوها سقوطه، ليس طمعا في أن تذهب الصدارة قبل اللقب إلى فرقهم، وإنما لمجرد تأكيد وجهة نظرهم الأولى في هشاشة الفريق.

معاضدتنا للفتح من مباراة إلى أخرى، لم تأت نتيجة لغريزة طبيعية موجودة في الإنسان أصلا، وهي التعاطف مع الضعيف، ومساندته ضد القوي، لكنها أتت عن قناعة مكتسبة، أن هناك ملامح بطل جديد يسير بخطوات ثابتة يمتع ويفوز، يخسر ثم يعود أقوى.. بطل يقوده رجال يفضلون العمل في صمت وهدوء بعيدا عن استلال الألسنة وتبادل الشتائم أمام الملأ، ونبش الماضي والحاضر، رجال توحدهم الخلافات وتزيدهم قوة، لإدراكم بأن ما يقومون به من أعمال، من أجل الكيان فقط.

وحق النادي النموذجي على رابطة المحترفين، أن يُكرم في داره وسط أهله وبين جماهيره، وأن تأتي إليه قيادات اتحاد كرة القدم ورابطة المحترفين بصحبة كأس الدوري، لا أن يذهب الفريق وإدارته وجماهيره إلى أي من ملعبي مباراتيه المتبقيتين أمام الاتفاق أو الوحدة. فمن يزيح الكبار بجهده وعرقه وبميزانية محدودة، يستحق التكريم، ومن يبرز في وقت اشتكى فيه الكبار من قلة الحيلة والدعم، يستحق أن يتوج التتويج الذي يليق به.