هل هناك علاقة من نوع ما بين مباريات الكأس في كرة القدم وبين غياب المنطق واختفاء المعايير؟

من المؤكد أن علماء النفس الرياضي سيعكفون كثيرا في الأيام المقبلة على دراسة ظاهرة انتصار غير المرشحين على أقرانهم الأقوى نظريا.

ولا يمكن أن نتعامل مع الأمر باعتباره من مفاجآت الكرة أو غرائب الرياضة أو متعة اللعبة وإثارتها لأنه ليس حدثا طارئا أو مفاجئا.

صار الأمر قاعدة عامة في أغلب الدول لاسيما المباريات النهائية للكأس.

هل يتعلق الأمر بالشحن النفسي الزائد أو الغرور الكامن أو الثقة المتسربة سرا إلى العقول والأقدام والرؤوس؟، أو أن الضغوط العنيفة تلاحق الكبار المطالبين بالفوز ولا بديل بينما يخوض غير المرشحين مبارياتهم بلا أثقال على أكتافهم.. ولا لوم إن خسروا؟

مطلوب دراسة عاجلة ودقيقة لتلك الظاهرة المتفشية في دنيا كرة القدم في العامين الأخيرين.

في نهائي كأس إنجلترا قالوا إن مانشستر سيتي سيهزم ويجان فخسر.. واتفقوا على أن كفة السد أرجح من الريان في نهائي كأس أمير قطر ففاز الريان.. وبعد 14 عاما من التفوق الكاسح لريال مدريد على أتليتكو مدريد وبلا أي هزيمة للأبيض من الأحمر والأبيض في كل المسابقات.. رشحوا ريال بالطبع ليفوز على جاره أتليتكو في نهائي كأس ملك إسبانيا فخسر.

النهائي الأخير لدوري الأبطال كان ألمانيا بكل الألوان.. واستضاف بايرن ميونيخ المباراة على ملعبه إليانز أرينا أمام أنصاره ومالت الترشيحات والمراهنات لفوز مضمون على تشلسي الإنجليزى المهزوز في بلاده.. وشرب البافاريون من كأس الهزيمة وتذوق الإنجليز كأس السعادة.. إنها كؤوس صممت لتدور بالرؤوس.