هل استحق بايرن ميونيخ التتويج بكأس دوري أبطال أوروبا لكرة القدم؟. ألم يكن بروسيا دورتموند جديراً بالوصول إلى ركلات الجزاء الترجيحية على الأقل؟ كم عدد حالات الطرد التي تغاضي عنها الحكم الإيطالي ريتزولي على الجانبين؟

هذه هي الأسئلة الأكثر تداولاً من بين آلاف الأسئلة التي طرحتها وسائل الإعلام المتنوعة عقب فوز بايرن على بروسيا 2-1 في النهائي الألماني لكبرى مسابقات الكرة العالمية على صعيد الأندية،

لكنني شاهدت المباراة بمنظور آخر تماماً.. بل لعلني شاهدتها بعد دقائق قليلة من إطلاق الحكم لصافرة النهاية.. مشهدان هما الأروع في تلك المباراة من وجهة نظري، وهما الأفضل في كرة القدم والرياضة والأخلاق السامية.. وبداخلهما نماذج من العمل الجماعي والاحترام المتبادل وسمو المنافسة وشرف المحاولة.

المشهدان في صفين.

أولهما عندما وقف كل لاعبي ومدربي فريق بروسيا دورتموند صفاً واحداً مترابطاً ومتشابكاً بعرض الملعب لمواجهة النصف المكتظ بجماهيرهم في مدرجات ملعب ويمبلي.. ووجه الخاسرون بكل الإشارات والتعبيرات الشكر والامتنان لجمهورهم الوفي الذي لم يتوان عن دعمهم بكل قوة حتى الثواني الأخيرة.. وردت الجماهير الشكر للصف الأصفر المتوحد بهتافات ولافتات تعلن رضاها عن لاعبيها الذين بذلوا قصارى الجهد وحاولوا بشرف لكن التوفيق لم يصاحبهم.

وثانيهما عند الاستعداد لتسليم الكأس والميداليات والجوائز، حيث سارع لاعبو بايرن ميونيخ جميعا ومعهم الاحتياطيون والمدربون والإداريون للوقوف صفين متواجهين.. وكأنهما طابوران لحرس الشرف ليمر من بينهما نحو منصة التتويج لاعبو بروسيا دورتموند في أعلى جوانب التقدير والاحترام للمنافس.. واشتعلت أيدي لاعبي ومدربي بايرن بالتصفيق الحار للاعبي دورتموند في لحظات مرورهم بينما تبادل الكثيرون من لاعبي الفريقين التحيات والسلامات والأحضان في روح رياضية ممتازة.

هذان الصفان الرائعان هما أكبر الدروس من المباراة.

وأتمنى لو تم عمل فيلم تسجيلي قصير من هذين المشهدين فقط ليذاع يوميا في كل قنواتنا الرياضية.

لعلنا نتعلم.