كما تمثل جزر الكاريبي الأماكن النموذجية للراغبين فى الاستمتاع بحياتهم بعد وصولهم الى سن المعاش.

الدوري السعودي والإماراتي والقطري هي مناطق الاسترخاء للاعبين عند سن المعاش أو اعتزال كرة القدم وأغلبهم مارسوا في الخليج غروراً وهروباً مؤسفين.

الاحتراف يعني التفرغ والعطاء الكامل من المحترف للجهة التي تمنحه أجراً.. ولا يعني أبداً تعالي اللاعب على النادي الذي يدفع حتى يبدو الأمر وكأنه امتنان أو تنازل بالانتقال من عالم الأضواء إلى ناد لا يعرفه الأوروبيون.

ورغم تحفظاتنا على انفعالات النجم البرازيلي الفذ ريفيلينو فى مشواره مع الهلال من 1978 إلى 1981 إلا أن الإرث الفني الهائل الذي تركه لا ينسى أبداً في كرة القدم بالمملكة.

ريفيلينو كان ضمن أفضل فريق في العالم مع منتخب البرازيل بطل مونديال 1970.. وجاء إلى السعودية وعمره 32 عاما لكنه كان فى أفضل لياقة بدنية ولعب خلالها 57 مباراة وسجل 23 هدفا عبر ثلاثة مواسم ناجحة.. وعاشت الكرة السعودية انتعاشة على كل الأصعدة ولسنوات طويلة بعد رحيله.

الخطأ الأكبر في الاحتراف السعودي هو أن استقدام اللاعبين الأجانب قائم على مجموعة من المعايير أغلبها غير سليم.. ومنها مثلاً التركيز على نجومية اللاعب العالمية للاستفادة منها في التسويق وجلب الجماهير والضجيج الإعلامي على حساب الجانب الفني ودون النظر إلى عمره أو عطائه أو قدرته على التأقلم.. وها هي ثلاثة نماذج فاشلة.

البرازيلي الفذ بيبيتو بطل مونديال 1994 احترف مع الاتحاد وهو فى الرمق الأخير وعمره 38 عاماً، ولم يلعب سوى خمس مباريات وسجل خلالها هدفاً واعتزل نهائياً.. والإيطالي دونادوني لعب أيضاً مع الاتحاد وعمره 36 عاماً وسرعان ما اعتزل بعد موسم واحد بلا أي تأثير.. والروسي أندري كانتشيلسكيس جاء إلى الهلال فى 2003 وعمره 34 عاماً وللأسف كان كل إنتاجه 3 مباريات فقط.. ولو وزعنا الملايين التى أنفقت على بيبيتو ودونادوني وكانتشيليكيس على مدارس الكرة السعودية لأنتجت ثلاثة على الأقل أفضل من عواجيز الاحتراف.

في الحلقة المقبلة.. كيف نختار محترفاً أجنبياً؟