بسمة.. لاعبة كرة قدم، تسكن دار التربية الاجتماعية للبنات بجدة، تستهويها اللعبة منذ صغرها، وتحرص على ممارستها من خلال فريقها الذي حققت معه عدداً من البطولات. أسست بسمة وزميلاتها، رنا ونهلة وفوزية وأماني، فريق الدار الكروي، وشاركن في منافسات عدة ضد فرق دور أخرى، أثبتن فيها تفوقاً لافتاً.

توافرت اللاعبات في الفريق في جميع المراكز من الدفاع إلى الهجوم، لكنهن افتقدن حارسة مرمى تحمي عرين "الدار"، فقررن الاندماج مع فريق "تشالنجر" وبات مسماه الجديد "الدار تشالنجر"، ليشكلن قوة ضاربة أمام كل الفرق المافسة التي تخوض ضدهن أي تحد.

اللاعبات اللواتي أمضين سنوات عدة في ممارسة اللعبة يملكن طموحاً كبيراً في أن تأخذ كرة القدم النسائية طابعاً أكثر رسمية، من خلال جهة رسمية تتبنى دوريات فرقها وبطولاتها حماية لهن من "الاستغلال" المادي الذي يمارس ضدهن من قبل أصحاب بعض الملاعب المستأجرة، حيث يطالبوهن بدفع مبلغ يصل أحياناً إلى 500 ريال لممارسة هوايتهن المفضلة لفترة لا تتجاوز الساعتين.

تقول بسمة "بدأت ألعب كرة القدم مع أخي بالرضاعة في الأسرة التي احتضنتني لـ15 عاما قبل أن أنتقل إلى دار الأيتام"، مبينة أنهما كانا معا يلعبان الكرة صغيرين في الشوارع أو "الأحواش"، مستدركة بالقول "عندما التحقت بالدار انضممت إلى فريق لكرة الطائرة ثم التحقت بفريق القدم، وخضت معه منافسات عدة، تفوق فيها حتى حصل على بطولة دوري الدور والجمعيات لمرتين". وتضيف "استهوتني كرة القدم أكثر من الطائرة، رغم أن البعض ينصحني بالابتعاد عنها خشية الإصابة، لكني أجد احتمال التعرض للإصابة لا يقل كثيراً في لعبتي الطائرة والسلة، ففي مباراة القدم، يستطيع اللاعب أو اللاعبة تجنب الاحتكاك لضمان عدم التعرض لإصابات".

وحول نظرة المجتمع لهن كلاعبات، تقول "هناك من ينظر إلى ممارستنا الرياضة بنظرة محفزة مصدرها الصحة والرشاقة واللياقة البدنية، فيما البعض يوصينا بالتوجه إلى عمل يعود علينا بالنفع والفائدة"، وعن نفسها ترى أن ممارسة الرياضة "تنعكس علينا كفتيات إيجاباً، حيث نشعر دائماً بعد ممارسة أي رياضة بارتفاع معنوياتنا وتحسن نفسياتنا".

وتحمل بسمة هموم زميلاتها في الفريق، فتقول "إمكاناتنا المادية ضعيفة رغم جودتنا الفنية والمهارية، لذا نحن نسعى لإيجاد راع، يمدنا باحتياجاتنا حتى نواصل التدريبات واللعب والمشاركات داخل وخارج المملكة"، متطلعة إلى أن تحظى هي وزميلاتها ممن يمارسن الكرة باهتمام أكبر من الناحية التنظيمية، وتشدد على أن "ممارسة الرياضة كهواية أفضل وأجدى من التسكع في الأسواق أو تمضية الوقت في المقاهي، لذا نتمنى أن تأخذ الرياضة بصفة عامة وكرة القدم تحديداً، الطابع الرسمي، وأن تساهم بعض الجهات في الدولة في توفير أماكن مخصصة لممارسة الرياضة النسائية، بعيداً عن أي اختلاط".