منذ دخل محمد بن همام منافساً على كرسي رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وبلاتر يخطط ويهدد ويتوعد ويزبد ويرعد، ضد كل ما هو قطري.

وبالرغم من أن ابن همام (غادر) نهائيا كضحية وكبش فداء، إلا أن بلاتر يتحدث وبشكل شبه يومي عن سلبيات (مونديال قطر)، مرة يهدد بإعادة دراسة الاستضافة، وأخرى بأنه ضد من يطالبون بتحويلها للشتاء، ثم يعود سريعاً وينفي ما يقوله في مؤتمرات صحفية أو حوارات بمختلف اللغات. ولا يكاد تمر 24 ساعة إلا ويستأنف الحديث بأسلوب مناقض أو وعود جديدة وتهديدات حد (إمكانية) حرمان قطر من المونديال بحجة عدم ملاءمة الوقت صيفاً، وأن الملاعب المكيفة ليست كل شيء فهناك التدريبات والعيش شهر كامل.. الخ من أساليب الضغوطات وسلب قطر حقوقها وقوتها التي قهرت بها الدول العظمى مجتمعة في يوم مشهود ولا ينسى بوجود كلينتون وآخرين من كبار الرؤساء السابقين والحاليين.

قطر وعدت بتقديم ما لم يسبقها إليه أحد، ومنذ اليوم التالي للفوز بالاستضافة وهي تعمل ليل نهار لتكون في الموعد وتتصدى لأي عثرة أو ملاحظة، ومع ذلك لم يتطرق المعنيون في الفيفا يوماً ما إلى أية معوقات أو مخالفات بما في ملف قطر الضخم والذهبي في مضمونه وشكله وفروعه.

ربما استثني بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي الذي من الوهلة الأولى، وهو يتحدث عن أضرار الطقس على اللاعبين، بيد أن أوروبيين وغيرهم تقاطروا إلى نقطة التلاقي ضد قطر وتكاثروا بشكل يدعو للريبة بما يصل حد عنصرية (الدول العظمى) ضد الدول النامية التي تبرز وجودها بأموالها وفكر قيادتها.

ومنذ يومين انضم فيليب بيات نائب رئيس اتحاد لاعبي كرة القدم المحترفين وبقرار حاسم بمقاطعة المونديال في قطر، وقال "إن الاتحاد سيحث اللاعبين الأعضاء على مقاطعة نهائيات كأس العالم 2022 في قطر إذا أقيمت خلال الصيف". وأضاف الفرنسي بيات وهو المرشح الوحيد في انتخابات رئاسة اتحاد اللاعبين المحترفين التي ستجرى الأسبوع المقبل: "لن نلعب في الصيف في قطر".

والواضح أن كل من لهم علاقة ولو بطريقة غير مباشرة (تحالفوا) و(تعنصروا) ضد قطر، هذا البلد الصغير جدا في مساحته وعدد سكانه، الكبير جداًّ جداًّ في إمكاناته ونجاحاته وأعماله، وربما أنه البلد الأول في العالم، الذي يحتضن كل الجنسيات وينظم جميع البطولات في مختلف الألعاب إلى درجة أن تقريرا في العام قبل الماضي أكد أن قطر احتضنت 365 بطولة في سنة واحدة. وعلى الصعيد الإعلامي يكفيه إمبراطورية الجزيرة الرياضية.

الكثير من التصريحات تشير إلى (ابتزاز) قطر، وإن كنت لا أملك ما يدين هذه التبريرات، لكننا نعلم جيدا أن أغلب الدول الغنية تعيش تحت وطأة الدفع للدول العظمى على الصعيد السياسي، وفي الرياضة ليس هناك أعلى من سلطة الفيفا، التي سُميت بالدولة المستقلة رياضيا وتتحدى جميع الحكومات في العالم.

وبلاتر هو عراب الفيفا منذ كان (أمينا عاما) وانفضح وهو يشهر سلاح المافيا في وجه ابن همام، الذي كان سيصيب صديقه في مقتل بمنافسته على الرئاسة، بعد فترة وجيزة من تفوق (قطر) على الدول العظمى وفي مقدمتها أميركا، باستضافة مونديال 2022.

أختم مقالي بسؤال: كيف وافق الاتحاد الدولي على قبول ملف قطر في المنافسة وهو يعرف جيدا أهمية الطقس في نجاح المونديال؟

والآن الفضيحة أكبر على الفيفا بتحالف الأوروبيين.