حُسم الجدل، وانتهى الأخذ والرد بين الاتحاد الدولي لكرة القدم، واللجنة المنظمة حول التأخير في أعمال بناء الملاعب وتجهيزها. ستكون البرازيل تحت المجهر مع انطلاق كأس القارات التاسعة اليوم، والتي تعدّ بروفة أساسية قبل عام من انطلاق كأس العالم.

وتقام البطولة المقررة من 15 إلى 30 الحالي في 6 مدن برازيلية هي: برازيليا، بيلو هوريزونتي، فورتاليزا، ريسيفي، ريو دي جانيرو، وسالفادور. ولا يدخل المنتخب البرازيلي المضيف وحامل اللقب البطولة مرشحا، خاصة بعد تراجع تصنيفه العالمي إلى المرتبة الـ22، كما أن التشكيلة الحالية في حاجة إلى بعض الوقت؛ كي يتم الانسجام بين كامل أفرادها.

وإضافة إلى البرازيل، تشارك إسبانيا بطلة أوروبا والعالم، وإيطاليا، وصيفتها في القارة العجوز، وأوروجواي والمكسيك ونيجيريا واليابان وتاهيتي.

وتلتقي البرازيل مع اليابان في المباراة الافتتاحية على ملعب ماني جارينشا في برازيليا العاصمة. وستكون البطولة فرصة أمام كتيبة المدرب فيليبي سكولاري، الذي قاد منتخب بلاده إلى إحراز اللقب العالمي للمرة الخامسة عام 2002، إلى اكتساب الخبرة والاحتكاك ورفع المعنويات قبل البطولة الكبرى المقررة بعد عام من الآن.

وخاضت البرازيل تجربتين استعدادا لبطولة القارات، فتعادلت مع إنجلترا 2-2 على ملعب ماراكانا الشهير في ريو وفازت على فرنسا 3-صفر في بورتو اليغري.

لكن إلى جانب السؤال الذي يطرحه كثيرون حول قدرة المنتخب الحالي بقيادة النجم نيمار المنتقل حديثا إلى برشلونة الإسباني في إحراز لقب البطولة، فإن الأنظار ستكون مسلطة على قدرة البرازيل وجاهزيتها لاستضافة أفضل كأس عالم على الإطلاق العام المقبل.

وواجهت اللجنة المنظمة صعوبات في إنهاء أعمال البناء أو ترميم الملاعب الستة التي تستضيف منافسات كأس القارات، وذلك بسبب الإضرابات المتكررة للعمال، وسلمت 4 ملاعب من أصل 6 للاتحاد الدولي بعد الموعد المحدد، كما أدى خطأ بشري في مدينة سلفادور الشمالية الشهر الماضي إلى انهيار سقف الملعب الجديد ارينا فونتي بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت.

وقال رئيس الـ"فيفا" جوزيف بلاتر، في مؤتمر صحفي عقده في ريو دي جانيرو أول من أمس ردا على التأخير في الأعمال: "أعتقد أن بعض المشاكل ستحل في الدقيقة الأخيرة".

في المقابل، اعتبر وزير الرياضة أنه على الرغم من التأخير في تسليم الملاعب الأربعة لكنها جاهزة وقد تم تجربتها للدورة.

وبالعودة إلى المنتخب البرازيلي، فإن المدرب سكولاري وكتيبته يواجهان ضغوطات كبرى من الرأي العام المحلي لإحراز اللقب.

ويستهل المنتخب البرازيلي مشواره ضد اليابان بطلة آسيا "الساموراي" وهو مرشح للفوز، خاصة أن الفريقين التقيا في نوفمبر الماضي وفازت البرازيل برباعية نظيفة.

وللمفارقة، كانت تلك المباراة الأخيرة لمدرب البرازيل السابق مانو ميزينيزس قبل تولي سكولاري ومساعده كارلوس ألبرتو باريرا الذي قاد البرازيل بدوره إلى اللقب العالمي عام 1994 الإشراف على المنتخب.

وللمفارقة فإن المنتخبين البرازيلي والياباني هما الوحيدان اللذان تأهلا إلى المونديال المقبل الأول بصفته الدولة المضيفة والثاني عبر التصفيات. واعتبر النجم البرازيلي نيمار أن فريقه لن يستخف بمنافسه الذي يضم لاعبين كبارا أثبتوا أنفسهم في أكبر الأندية الأوروبية وعلى رأسهم شينجي كاجاوا لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي، وقال: "اليابان منتخب قوي ولا يمكن الاستخفاف به. كيسوكي هوندا وكاجاوا لاعبان رائعان، كما أن الفريق يتمتع بتماسك كبير".

ولم يعرف بعد ما إذا كان سكولاري سيعتمد على التشكيلة ذاتها التي فازت على فرنسا كما لمح إلى ذلك بعد المباراة، لكن النقاد يشيرون إلى إمكانية قيامه بتغيير وحيد هو الطلب من قلب الدفاع دافيد لويز التقدم إلى الوسط على حساب باولينيو وإشراك مدافع بايرن ميونيخ الألماني دانتي إلى جانب قائد الفريق وصخرة الدفاع ثياجو سيلفا.

واعتبر لاعب وسط اليابان ياسوهيتو إيندو أفضل لاعب في آسيا سابقا أن فريقه جاهز لمواجهة البرازيل وقال: "نريد أن نترك انطباعا أفضل من مباراتنا الأخيرة ضد البرازيل. لا نريد أن تتكرر نتيجة المباراة الودية بيننا قبل عدة أشهر".