بلهفة تلقف الرياضيون خبر إدراج وظيفة لاعب محترف ضمن الوظائف المعتمدة، وذلك بعد أن أعلن المتحدث الرسمي في الاتحاد السعودي لكرة القدم عدنان المعيبد، عن اتفاق بين الاتحاد ووزارة العمل بهذا الشأن، مشيراً إلى أن الاتحاد تلقى خطاباً رسمياً بذلك من وزارة العمل.

وأكد أمين عام الاتحاد أحمد الخميس لـ"الوطن"، أن شروط التأمينات الاجتماعية ستطبق على اللاعبين الذين سيسجلون في التأمينات الاجتماعية أسوة بالموظفين الآخرين من القطاعين الخاص والعام، وذلك باستقطاع رواتب اللاعبين، منوهاً إلى أن هذا نظام التأمينات ولا يمكن تغييره، وقال "الإجراءات ستكتمل قريباً لاعتماد وظيفة مسمى "لاعب كرة قدم محترف للاعبين السعوديين كوظيفة رسمية في الدولة"، مشيراً إلى أن الاتحاد ووكالة الأحوال المدنية في وزارة الداخلية في مراحلهما الأخيرة لإنهاء الموضوع إلا أن فترة الأيام الأخيرة من شهر رمضان وإجازة العيد أجلت حسمه.

وأضاف "نحاول التوصل إلى آلية مناسبة مع التأمينات الاجتماعية لوضع حل مناسب لمشكلة مدة عمر اللاعب كونه ليس كالموظفين الآخرين، خصوصاً أن الفترة الزمنية الخاصة باللاعب مختلفة تماماً عن موظف الدولة حيث تبدأ عند عمر الـ18 وتنتهي عند تجاوزه الـ40 عاماً تقريباً".

وأشار إلى أن أغلب اللاعبين من فئة الشباب والذين تتراوح أعمارهم بين الـ20 والـ 25 وأن نظام التقاعد لا يسمح بأن تكون هذه الأعمار متوفرة وتستحق التقاعد، لذا حرصت اللجنة على أن تعتمد آلية مناسبة مع التأمينات للتأمين على اللاعبين من جميع النواحي من خلال كافة البنود المطلوبة مثل سن التقاعد وغيرها.

من جهته، أكد مدير عام الإعلام التأميني بالمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، عبدالله العبدالجبار، لـ"الوطن"، أن المؤسسة تتواصل مع جميع الجهات الحكومية في سبيل تحقيق التغطية التأمينية الشاملة لجميع العاملين ليستفيدوا من منافع نظام التأمينات عند تركهم العمل بسبب التقاعد أو العجز ولأفراد عائلاتهم في حالة الوفاة، مبيناً أنه تم التنسبق مع الرئاسة في موضوع العاملين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب أو الجهات التابعة لها مثل الأندية، وتم إصدار قرار وزير العمل والشؤون الاجتماعية رقم (108/ تأمينات) بتاريخ 15 / 7 / 1412 والذي تضمن تطبيق نظام التأمينات الاجتماعية (فرع المعاشات) على العاملين بالجهات التابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب كالجمعية العربية السعودية لبيوت الشباب وجمعية الثقافة والفنون وجمعية هواة الطوابع واللجنة الأولمبية السعودية والاتحادات الرياضية والأندية الرياضية والأندية الأدبية مهما كان عددهم، مضيفاً أن التطبيق عليهم كمرحلة مستقلة تم منذ الأول من رجب عام 1412، ويشترط في هؤلاء ألا يكونوا خاضعين لنظام التقاعد المدني، وأن يكونوا من العاملين على بند الأجور الذين يطبق عليهم نظام العمل ويشمل النظام كذلك الإداريين والفنيين والمدربين العاملين في تلك الجهات، مؤكداً أنه لا يشمل اللاعبين المحترفين في الأندية، حيث إن علاقة هؤلاء اللاعبين بالأندية تحكمها لائحة الاحتراف الصادرة بقرار الرئيس العام لرعاية الشباب.

وعن وجود أي سجلات للاعبين مشتركين في المؤسسة، أكد العبدالجبار أن اللاعبين الذين يعملون في القطاع الخاص أو يعملون في القطاع الحكومي على بند الأجور هم من يخضعون للنظام بشكل إلزامي بموجب عملهم في القطاع الخاص أو الحكومي وليس كونهم لاعبين، فكما أوضحت المؤسسة أن اللاعبين المحترفين غير خاضعين للنظام لا بشكل إلزامي ولا اختياري، منوهاً إلى أن اللاعب الذي له مدة اشتراك في النظام سابقاً فإنه يستطيع الاستمرار في الاشتراك في فرع المعاشات اختيارياً، سواء كان اللاعب محترفاً أم غير محترف.

بدوره، شدد قائد المنتخب السعودي، لاعب الشباب الأسبق فؤاد أنور، على أن مهنة اللاعب يجب أن تكون رسمية كأي مهنة موجودة وأنه بصدور هذا القرار سيحترم الجميع مهنة كرة القدم، مشيراً إلى أن "الأسر تعد هذه الرياضة مجرد هواية أو ترفيه هدفها الفوز والخسارة فقط لا غير، ما جعلها لا تتعامل معها على أنها وظيفة يمكن أن تنتشل أي أسرة فقيرة إلى حال أفضل كون بعض اللاعبين المعروفين كانوا من بيئة متواضعة". وأضاف "حينما تكون مهنة اللاعب معتمدة فإن هذا سيجعلها وظيفة مقبولة من فئات المجتمع وستتقبلها الأسر بشكل أفضل، وستدفع أبناءها للعمل بها"، لكنه أكد أنه بالمقابل هناك هوس لدى كثير من الشباب في امتهان رياضة كرة القدم ولكنهم لا يعتبرونها وظيفة آمنة بسبب تأثير المجتمع عليهم ولأن كثيرين منهم لا يعرفون كيف يحافظون على أنفسهم ومستوياتهم فيها بسبب عدم اقتناعهم بأنها صناعة وحرفة يجب أن تكون لها استقلالية كأي وظيفة أخرى. وأوضح المدرب الوطني والمحلل في القنوات الرياضية السعودية حمود السلوة، أن اعتماد هذا المسمى فرضته متطلبات الاحتراف لحفظ حقوق اللاعب إلى جانب توفير ضمانات مستقبلية ومداخيل مضمونة تساعد اللاعب في حياة معيشية آمنة ومضمونة بعد توقفه عن مزاولة النشاط الرياضي، مؤكداً أن المبادرة هذه تخلو من أي جانب سلبي، بل رأى فيها حفظا لحقوق المحترف حتى وإن جاء هذا المشروع متأخراً.

وأشار السلوة إلى أن لهذا الاعتماد جوانب اجتماعية جميلة وإنسانية، جازماً بأن (المشروع) سيدخل ضمن برامج المسؤولية الاجتماعية في كافة المؤسسات الرياضية، وهو في النهاية قفزة نوعية تسجل لمصلحة الاحتراف السعودي.