كانت مباراة الاتفاق أول من أمس حجر الزاوية في تأكيد صدارة النصر وبالتالي حصوله على بطولة الدوري، فالاتفاق قرر أن يغير مدربه قبل مباراة النصر، وهذا أحدث شيئا من التغيير النفسي والفني داخل الفريق انعكس بقوة داخل أرض الملعب.

وكان الاتفاق ندا للنصر في بعض أوقات المباراة، لكن هيبة وحضور وأداء لاعبي النصر جعلت المباراة تنتهي بهدفين لهدف، ولو كان حكم المباراة منصفا وأعطى النصر ضربة الجزاء المستحقة مع بداية الشوط الثاني لكان وضع النتيجة مختلفا وقد تكون كبيرة، ولكن!!

بهذه الحسبة النصر بطل الدوري إلا في حالة خسارته أربع مباريات وفوز الهلال في أربع مباريات، والنصر يحتاج تعادلا واحد فقط لضمان بطولة الدوري التي حرم منها سنوات طويلة لأسباب مختلفة.

الأمير فيصل بن تركي أكد في تصريحه أن النصر لم يضمن البطولة حتى الآن، ولكن أقول لكحيلان ألف مبروك البطولة، وأكرر أن هذه بطولتك أنت وحدك وجهدك أنت وحدك، فقد تحملت الصعوبات والمشاكل والمتناقضات وكنت جبلا أشم حتى وصلت مبتغاك، وأصبح النصر الأول في كل شيء.

ومع عودة النصر صار الدوري أكثر متعة وأكثر تنافسية وأصبحت جميع المباريات مهمة، وعلى الأمير فيصل أن يبدأ منذ الآن التخطيط لدوري أبطال آسيا المقبل، وهي بطولة لن تكون أصعب من الدوري المحلي فقط تحتاج إلى تركيز وثقة بالنفس وقليل من الحظ، وعندها تكون المشاركة العالمية الثانية مضمونة، والنصر ليس أقل من نادي السد القطري الذي فاز قبل موسمين بدوري الأبطال الآسيوي وشارك في بطولة أندية العالم.

الاتفاق إلى أين؟

شخصيا أحب فريق الاتفاق فهو فريق مكافح وقدم للكرة السعودية كثيرا من الأوليات والإنجازات، وكنت أتوقع أن يكون في هذا العام منافسا قويا خصوصا بعد بيع عقود بعض لاعبيه وتقبل خزانته الملايين؛ إلا أنه تراجع بشكل مخيف رغم أن لديه عناصر سعودية ممتازة، لكنه افتقد العنصر الأجنبي المؤثر وبالتالي فقد الفريق هويته مع كثرة تغيير المدربين.

طبعا لا يمكن أن أتصور أن يهبط فريق يقوده عبدالعزيز الدوسري وله تاريخ ناصع البياض إلى دوري الدرجة الأولى (ركاء)، لكن الفريق يحتاج إلى تركيز وروح جديدة لضمان البقاء خصوصا أنه قدم مستوى متميزا أمام بطل الدوري قبل يومين، ولديه إمكانات فنية يمكن من خلالها كسب الجولات المقبلة.

** وضع الحكام لا يسر إطلاقا، وأخطاؤهم أصبحت كثيرة ومريرة وبعضها بدائية، وأغلبها مؤثرة في النتيجة، وهذا يحدث لأول مرة في مسيرة التحكيم السعودي رغم أن لجنة الانضباط حدت من تصاريح المسؤولين تجاه الحكام، واليوم لا مجال للوقوف موقف المتفرج من قبل اتحاد كرة القدم، وعليه أن يحزم ويحسم أمره ويدرس الموضوع بعناية ويتشاور مع أهل الفكر والرؤية في مجال اللعبة وعمل أي شيء لحل هذه المشكلة.

حتى زيارة بوساكا السويسري القادمة ومحاضراته لن تفيد بشيء لأن الشق أضعاف الرقعة! لازلت أتمنى تطبيق رؤية الفيفا في هذا المجال لأن آخر الطب هو الكي، وليس هناك أصوب من كي الفيفا.