خالد القروني، اسم تدريبي سعودي لامع بنجاحات كثيرة في سنوات متباعدة، يواجه المشاكل ويتخطاها لتقديم الجديد والمفيد.

وفي هذا المقام، له تجارب سابقة ناجحة مع نادي الاتحاد في ظروف مستقرة وبلا مشاكل إدارية وفي وجود نجوم.

لكنه اليوم وهو يتولى تدريب الاتحاد بإرادة قوية (لإنقاذ) عميد الأندية، يتوافر لديه نجوم شبان، في أوضاع إدارية مخيفة، تكبد الفريق الكروي صراعاتها بتعزيز شرفي وإعلامي، ومازال (رمادها) قيد الاستثارة!.

القروني أقدم على الخطوة التي قد توصف بـ(المغامرة) وبنظام (الإعارة) حتى نهاية الموسم، لأن عقده سار مع الاتحاد السعودي لكرة القدم، ولكنه تعرض لانتقادات تساؤلية: كيف يقبل أن يكون (مدرب فزعة)، وما إلى ذلك من مصطلحات تثبيطية تغالط الواقع، مع قناعة به كمدرب ناجح.

ومن جانبي أحييه على هذه الخطوة التي أصنفها (شهامة)، في ظل عدم وجود ارتباطات للمنتخب الأولمبي، وهو ما زال (غير متفرغ) ولكنه يعمل (باحترافية) وحب واحترام لمهنته، لذا لم يتردد في تلبية نداء الاتحاديين، من واقع خبرة سابقة ببيئة العمل، ولنصرة المدرب الوطني بأن يعزز من قيمته في الأندية الكبيرة متى وجد الفرصة.

وبالتأكيد لا أعمم في مثل هذه الظروف التي تلائم القروني وقد لا تناسب غيره، بقدر ما أعزز فيه روح المثابرة والشد على قراره الشجاع آملا له التوفيق في مهمته العصيبة.

وفي توقيت بداية المهمة مجال لتحقيق الأهداف التي ينشدها الاتحاديون، حيث إن فترة التوقف تساهم في إعادة صياغة الفريق لياقيا وتكتيكيا وأسريا بما يقوي الإيجابيات في ظل الحماس والحرص والاهتمام من قبل العاملين في النادي واللاعبين والجماهير، لإعادة هيبة النمور.

والأكيد أن القروني سيجد الحل المناسب لضعف مستوى (بعض) اللاعبين الأجانب، من خلال توظيفهم جيدا والعمل مع الإدارة على تحسين الأمور النفسية، وسيفجر طاقات اللاعبين الواعدين الذين أثبتوا أنفسهم منذ العام الماضي وحققوا بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال دون لاعبين أجانب.

الواضح أن الاتحاد يملك أكبر مجموعة من الشبان المميزين عن باقي الأندية، وأصبح لديهم خبرة جيدة وتعاملوا مع عدة مدربين من مدراس مختلفة، وعاشوا مختلف الصراعات التي تعزز من قيمتهم الفنية والنفسية والتعاملية، وسيكون الأمر سهلا لخبير مثل القروني في مواءمة هذه العوامل بما يحقق النجاح.

في المقابل، ستتكبد الإدارة تبعات إلغاء عقد المدرب الأوروجوياني (فيرسيري) بعد أقل من شهرين من توقيع العقد، وستدفع نحو خمسة ملايين ريال مثلما أكد إبراهيم البلوي رئيس النادي في تبريره لإلغاء العقد ودفع الشرط الجزائي، وبما يثبت أنه حب في عمل أفضل، متسائلا "هل تعتقد أننا سندفع 900 ألف يورو لفيرسيري من باب التغيير؟".

والواضح أن إبراهيم البلوي يعمل بقوة وتفان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإعادة الاتحاد لوهجه وحضوره محليا وآسيويا، لكنه موعود بمشاكل إدارية، وآخرها اجتماع نائبه المحامي عادل جمجوم وخمسة أعضاء (دون البلوي) لرفض تعيين الفلسطيني أسامة عبدالفتاح محاسبا للنادي، بما يؤكد عدم القدرة على إخماد دخان المشاكل التي تزكم النادي وتصيبه بالاعتلال بين فترة وأخرى..!

الأكيد أن مرحلة التغيير في مهدها بصياغة (الترميم) ولذا لابد من بروز مشاكل مفاجئة في وجه الرئيس الجديد، وقد تسير عملية التصحيح والتطوير جيدا متى تحسنت نتائج الفريق الكروي التي هي مرآة العمل في الرياضة بشكل عام، وتعزز أي أعمال أخرى في مختلف المرافق والأنشطة. وكلنا أمل أن يعود العميد إلى طبيعته بأهازيج جماهيره العذبة.