تتعارك مشاعر الهلاليين مع أمواج معادلات كرة القدم وجنونها في بطولتين ممكن تحقيقهما حسابيا، يبددها المنطق، وبطولة ثالثة النسبة فيها لا تختلف عن المنافسين، ويتسلل (الإحباط) من ثقوب الدفاع الأزلية هذا الموسم تكتيكيا وأخطاء فردية، مع بصيص أمل باستحضار (كبرياء زعيم البطولات)، والمراهنة على نجوم بمباغتات ورميات تصيب الهدف.

ومن خلال معطيات دوري آسيا ودوري جميل وبطولة كأس الملك، فإن فريق الهلال دخل (المرحلة الانتحارية) التي قد تنقذ الموسم الأزرق على الأقل ببطولة حتى لو التأهل آسيويا بدلا من موسم (صفر) ذهبيا وبقيادة المدرب سامي الجابر الذي هو قضية الموسم دون منافس على كافة الأصعدة منذ تم التوقيع معه، إلى ما لا نهاية..!

الكل هلاليين وغيرهم، يُجمعون على أن الهلال بلا بطولة يعني انقلاب الكل ضده وقصف كل من لهم علاقة بالنادي، حتى إن بعض الهلاليين يؤمل ولو في التأهل لدور الـ16، أو اختتام الموسم بكأس الملك، وهناك من يحدوه الأمل أن تنقلب كل المعادلات ويخطف الأزرق لقب دوري جميل..!

وفي هذا المقام بات كثيرون يتحدثون عن لقاء النصر والاتحاد غدا بتخمينات و(تخوين!!) الاتحاد الذي في وضع لا يحسد عليه، بينما النصر هو الأقوى والأجمل وطموحاته تجعل لاعبيه يأكلون الزرع لتحقيق أغلى وأهم ثلاث نقاط لتبقى نقطة الحسم أمام الشباب أو التعاون بطموحات تحقيق الفوز فيهما.

وفي المقابل، أغفل الهلاليون أن فريقهم من الممكن أن يخسر من الشعلة أو النهضة أو الفتح في ظل تبعثر الدفاع وعدم القدرة على التعامل تكتيكيا وذهنيا مع ظروف المباريات، أضف إلى ذلك أهمية النقاط لبعض الفرق تفاديا للهبوط وكذلك أهمية التصدي للهلال والفوز عليه بما يدونه التاريخ عملا جميلا.

وفي الوقت ذاته يصارع الهلال ويقاتل ويخطط ويتمنى أن (تضرب معه) وينسف معادلة النقطتين وتذيل المجموعة في دوري آسيا، ليرد بقوة وبالعلامة كاملة وربما بنسبة 75% من نقاط مباريات الإياب الثلاث ليكسب التأهل، وقد تخدمه النتائج، بشرط أن يخدم نفسه بتوازن وليس على نسق تهوره في مرحلة الذهاب بعد أن فرط في ثلاث نقاط على أقل تقدير من مباراتي سباهان والسد، في وقت كانت الظروف تعطيه أفضلية التحكم بمساحات الملعب، تركها خالية أحيانا 50 مترا لا يوجد أحد، أي نصف الملعب بمدافع أو اثنين بعيدين عن من بحوزته الكرة..!

وفي هذا الصدد وبعد أن تقوى الدفاع بـ(ديجاو والدعيع) شملتهما عدوى التقدم دون هوادة، في ظل اندفاع المحور الرئيسي ظهيرا أو رأس حربة ثالث، وهذا يسهل من مهمة أي فريق بهجمات مرتدة.

أما البطولة الثالثة (كأس الملك) فإن حظوظ الهلال تتساوى مع منافسيه الشباب والاتحاد والأهلي، دون إغفال أحقية الاتفاق والرائد والفيصلي والطائي.

هي مرحلة انتحارية للهلال، يقابلها طموحات بإصرار وقتالية من فرق (منافسة) تريد أن تعوض موسمها بالجديد أو العودة للبطولات، وبات على سامي الجابر أن يعترف بالأخطاء وأن يصلحها بدلا من المكابرة في اتباع نهج سيهوي بأرقام معايير التقييم. وفي هذا السياق، إن كان اللاعبون يتقدمون من تلقاء أنفسهم فهذا عدم احترام لتعليمات المدرب، وإن كانت من صميم التوجيهات فهذا جنون في رسم التكتيك مشتق من العناد والمكابرة. أما الأخطاء الفردية في وسط الميدان من لاعبين (مهرة) فهذا يثير الحيرة..!! والأسوأ منه (أنانية) بعض النجوم والحرص على التهديف بما يزهق جهد آخرين متموقعين..! وفي كل الأحوال لا بد من صرامة المدرب في (ضبط) الأداء الجماعي.

الفرق المتنافسة محليا وخارجيا وفي القمة وفي السفح تعاني من تكاثر مباريات في وقت وجيز، وعلى النقيض بعض الفرق بقيت ثلاثة أسابيع دون مباريات، وقد يكون الضرر أكبر.. يا ترى من يكسب؟!